172

Zamanın Yetimi: Çağın İnsanları Üzerine Güzellemeler

يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر

Soruşturmacı

د. مفيد محمد قميحة

Yayıncı

دار الكتب العلمية

Baskı

الأولى

Yayın Yılı

١٤٠٣ هـ ١٩٨٣ م

Yayın Yeri

بيروت/لبنان

قَالَ القَاضِي أَبُو الْحسن وَقد عيب أَيْضا بقوله
(إِنَّمَا بدر بن عمار سَحَاب ... هطل فِيهِ ثَوَاب وعقاب) // من الرمل //
لِأَنَّهُ أخرج الرمل على فاعلاتن وأجرى جَمِيع القصيدة على ذَلِك فِي الأبيات غير المصرعة وَإِنَّمَا جَاءَ الشّعْر على فاعلن وَإِن كَانَ أَصله فِي الدائرة فاعلاتن
٦ - وَمِنْهَا اسْتِعْمَال الْغَرِيب الوحشي
وَإِذا كَانَ المتنبي من الْمُحدثين بل من العصريين وَجرى على رسومهم فِي اخْتِيَار الْأَلْفَاظ الْمُعْتَادَة المألوفة بَينهم بل رُبمَا انحط عَنْهُم بالركاكة والسفسفة ثمَّ تعاطى الْغَرِيب الوحشي والشاذ البدوي بل رُبمَا زَاد فِي ذَلِك على أقحاح الْمُتَقَدِّمين حصل كَلَامه بَين طرفِي نقيض وَتعرض لاعتراض الطاعنين
فَمن ذَلِك الْفَنّ الَّذِي يُنَادي على نَفسه ويقلق موقعه فِي شعره وَشعر غَيره من أَبنَاء عصره قَوْله
(وَمَا أرْضى لمقلته بحلم ... إِذا انْتَبَهت توهمه ابتشاكا) // من الوافر //
والابتشاك الْكَذِب وَلم أسمع فِيهِ شعرًا قَدِيما وَلَا مُحدثا سوى هَذَا الْبَيْت وَقَوله فِي وصف الْغَيْث
(لساحيه على الأجداث حفش ... كأيدي الْخَيل أَبْصرت المخالي) // من الوافر //
الساحي القاشر وَمِنْه سميت المسحاة لِأَنَّهَا تقشر وَجه الأَرْض والحفش مصدر حفش السَّيْل حفشا إِذا جمع المَاء من كل جَانب إِلَى مستنقع

1 / 196