ومن أقواله: أنتم الكأس وأنتم الخمرة. فاشربوا من خمرة أنفسكم حتى الثمالة، أو تذكروني فتروى غلة عطشكم.
وفي طريقنا إلى الجنوب قال لنا: إن أورشليم، الجالسة بكبرياء على قنة مجدها، ستنحدر إلى أعماق جهنم الوادي المظلم، وفي وسط خرابها سأقف وحيدا.
وسيتحول الهيكل إلى غبار ورماد، وحول أروقته ستسمعون صراخ الأرامل والأيتام، والناس في عجلتهم للهرب سيتعامون عن رؤية وجوه إخوتهم؛ لأن الخوف سيشملهم جميعا.
ولكن حتى في ذلك الوقت، إذا اجتمع اثنان منكم وتلفظا باسمي ونظرا إلى الغرب، فإنكم تبصرونني فتتراجع أصداء كلماتي هذه إلى آذانكم.
وعندما وصلنا إلى تلة بيت عنيا قال: لنمض إلى أورشليم، فإن المدينة تنتظرنا، سأدخل البوابة راكبا على جحش، وسأخاطب الجموع.
إن الراغبين في تقييدي كثيرون، وأكثر منهم النافخون في النار ليحرقوني، ولكنكم بموتي ستجدون حياة وستكونون أحرارا.
إنهم يطلبون نسمة الحياة الحائمة بين القلب والفكر كما يحوم الخطاف بين الحقل وعشه، ولكن نسمة حياتي قد هربت منهم ولذلك لن يغلبوني.
إن الأسوار التي بناها الأب حولي لن تسقط، والأرض التي قدسها في كياني لن تتنجس.
فإذا جاء الفجر فإن الشمس ستتوج رأسي فأجتمع بكم لمجابهة النهار، وذلك النهار سيكون طويلا ولن يرى العالم مساءه.
يقول الكتبة والفريسيون إن الأرض متعطشة لدمي، ويسرني أن أبرد عطش الأرض بدمي، ولكن نقط هذا الدم ستنهض بأغصان السنديان والقيقب، وستحمل الرياح الشرقية بلوطها إلى جميع البلدان.
Bilinmeyen sayfa