وعند الصباح تركونا وساروا في طريقهم إلى مصر.
ولكن قبل انصرافهم قالوا لي: إن هذا الطفل وإن كان ابن يوم واحد فإننا قد رأينا نور إلهنا في عينيه وابتسامة إلهنا على شفتيه.
فنرجو منكم أن تحرسوه بعنايتكم ليحرسكم بعنايته.
وإذ قالوا هذا ركبوا جمالهم ولم نرهم بعد ذلك.
أما مريم فلم يكن فرحها ببكرها ليضاهي شدة دهشتها وذهولها أمامه.
فكانت تحدق إليه طويلا ثم تدير وجهها إلى النافذة وتتأمل السماء البعيدة منذهلة كأنها ترى رؤى سماوية.
وكان بين قلبها وقلبي أودية بعيدة العمق. «مريم أم يسوع».
وكان الصبي ينمو بالجسد والروح، وكان يختلف كل الاختلاف عن جميع أترابه؛ فكان محبا للوحدة، يصعب الحكم عليه، ولم أقدر أن أضع يدي عليه قط.
بيد أنه كان محبوبا من جميع أهل الناصرة. وفي أعماق قلبي عرفت السبب في ذلك.
وكثيرا ما كان يأخذ طعامنا ويعطيه لعابري السبيل، وكلما أعطيته شيئا من الحلوى كان يعطيه للأولاد رفقائه قبل أن يذوقه بفمه.
Bilinmeyen sayfa