وهناك نظر إلينا وقال: لم تأت ساعتي بعد. إن هنالك كثيرا سأقوله لكم وكثيرا سأفعله بينكم قبل أن أسلم نفسي للعالم.
ثم قال وفي صوته رنة الفرح والضحك: هلم بنا إلى الشمال لنلاقي الربيع. تعالوا معي إلى التلال؛ لأن الشتاء قد ولى وثلوج لبنان تنحدر إلى الأودية لتترنم مع الجداول.
قد قضت الحقول والكروم على النوم، واستيقظت لتحيي الشمس بتينها الأخضر وعنبها الرقيق.
وكان يمشي أمامنا ونحن نتبعه كل ذلك اليوم والذي تلاه.
وفي مساء اليوم الثالث وصلنا إلى قنة جبل حرمون، وهنالك وقف ينظر إلى مدن السهول.
فأشرق وجهه كأنه الذهب المحترق، وبسط ذراعيه، وقال لنا: انظروا إلى الأرض في ثوبها السندسي، وتأملوا كيف طرزت السواقي أهدابه بالفضة اللامعة.
حقا إن الأرض جميلة، وكل ما عليها جميل.
ولكن وراء كل ما تنظرون ملكوت سأحكمه وأسود فيه، فإذا شئتم ورغبتم من قلوبكم فأنتم أيضا ستذهبون إليه وتحكمون معي.
إن وجهي ووجوهكم لن تتقنع فيه، ولن تحمل يدنا سيفا ولا صولجانا، وسيحبنا رعايانا وسيعيشون بسلام من غير أن يعرفوا خوفا منا.
هكذا تكلم يسوع. أما أنا فإنني كنت أعمى عن جميع ممالك الأرض وكل المدن ذات الأسوار والقلاع، ولم تكن في قلبي سوى رغبة واحدة؛ أن أتبع المعلم إلى ملكوته.
Bilinmeyen sayfa