هل قام في طريقه حاجز يرده إلى هياكل ضياعنا حيث كان الناس يقرءون الأنبياء ويحسرون القناع عن قلوبهم؟
ألم يقدر أن يقول: ها أنا ماض إلى الشرق مع الريح الغربية، وبقوله هذا يصرفنا بابتسامة على شفتيه؟
نعم كان قادرا أن يقول لنا: ارجعوا إلى أهلكم لأن العالم غير مستعد لاستقبالي؛ ولذلك سأرجع بعد ألف سنة، فعلموا أولادكم أن ينتظروا عودتي، فقد كان قادرا على كل هذا لو أراده.
ولكنه عرف أنه لكي يبني الهيكل غير المنظور يجب عليه أن يضع نفسه حجر زاوية في أساسه، ويضعنا حواليه حصى صغيرة تلتصق به لقوام البناء.
وعرف أيضا أن عصارة شجرته الممتدة أغصانها في السماء لا تأتي إلا من جذورها؛ ولذلك سكب دمه على جذورها، ولم يحسب ذلك ضحية بل ربحا.
الموت يكشف الأسرار، وقد كشف موت يسوع سر حياته.
فلو أنه هرب منكم وأنتم أعداؤه لكنتم غلبتم العالم؛ ولذلك لم يهرب؛ لأنه ما من رجل يربح الكل إلا إذا أعطى الكل.
نعم، نعم كان في مقدرة يسوع أن يهرب ويعيش إلى شيخوخة كاملة، ولكنه عرف مرور الفصول، ورغب في ترنيم أنشودة نفسه.
أي رجل يجابه عالما متسلحا ولا يفضل أن ينغلب لحظة لكي يسود على جميع الأجيال؟
والآن، أتريدون أن تعرفوا من قتل يسوع بالحقيقة، الرومانيون أم كهنة أورشليم؟
Bilinmeyen sayfa