Yakutet Ghiyasa

İbn Henaş d. 719 AH
99

Yakutet Ghiyasa

ياقوتة الغياصة الجامعة لمعاني الخلاصة

Türler

وأما الموضع الثالث: وهو في بيان محله، فمذهبنا أن محله القلب، وذهب بعض الفلاسفة أن محله الدماغ، وبه قال بعض الألما، ودليلنا في ذلك العقل والسمع، أما السمع فقوله تعالى: {لهم قلوب لا يفقهون بها} فأضاف الله تعالى العقل إلى القلب، وقوله تعالى: {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}.

وأما العقل فإن الإنسان يجد العلم من ناحية الصدر على الجملة، فأما يقين محله من الصدر وأنه القلب فالدليل عليه السمع كما تقدم، وشبهه الفلاسفة ما يعلمه من أن من فسد دماغه فسد عقله.

وجوابه: أنه يجوز أن يكون اختلاله لما يثير نية قلبه، والدماغ من التعليق فيفسد أحدهما بفساد الآخر.

وأما الموضع الرابع: وهو وجه اشتراط العقل في توليد النظر للعلم، فالذي يدل عليه أن الصبيان والمجانين لايولد نظرهم العلم، وإن أمكن وقوع المنظر من جهتهم يحصل شرط التوليد وهو العقل، ولقائل أن يقول إنما لم يولد لأن من شرط توليده أن يعلم الدليل ووجه الدلالة، وذلك لا يحصل إلا إذا كان عاقلا، فلهذا لم يولد؛ لأنه شرط في نفسه فهذا تمام الكلام في الشرط الأول.

Sayfa 100