[الفصل الثاني]
وأما الفصل الثاني وهو في معنى الحمد وما يتصل به من ألفاظ الخطبة.
فالحمد: له معنيان أعم وأخص [3ب].
فالأعم: هو الثناء الحسن والوصف الجميل يدل عليه قول الشاعر:
يا أيها المالج دلوي دلوك
يثنون خيرا ويمجدونك ... إني سمعت الناس يحمدونك
أرجوك للخير كما يرجونك
وقيل إنه جوب بأبيات وهو قوله:
ملأتها ملأ يفيض فيضا ... فلن تنالي ما بقيت عيظا ... فاستنفقينها ثم عودي أيضا
والمالح: هو الذي يكون أسفل البئر. والمالج: هو الذي يكون في أعلاه.
وروي أن أبا علي سئل عن الفرق بين المالح والمالج؟ فقال: فرق بينهما إعجامهما.
والأخص: هو الشكر، وحقيقة الشكر: هو الاعتراف بنعمة المنعم مع ضرب من التعظيم.
والأخص ينقسم إلى ثلاثة أقسام: القلب، واللسان، والجوارح.
أما القلب فهو: أن يعزم على إظهاره، ويجب إذا اتهم.
وأما اللسان: فبالتعريف التعظيم، وأما الجوارح: فالعمل.
Sayfa 6