أما مثال الأول: وهو أنه لولا المدلول لما صح الدليل، فنحو استدلالنا بحدوث العالم على إثبات الصانع، فأنه لولا المدلول وهو الصانع لما صح حدوث العالم وهو الدليل.
وأما مثال الثاني وهو أنه لولا المدلول لما وجب الدليل، فنحو استدلالنا بمعول لعله على العلة، والمقتضى على المقتضى، وبالمسبب على السبب، فإنها لولا العلة لما وجب المعلول، وكذلك المقتضى والسبب.
وأما مثال الثالث: وهو أنه لولا المدلول لما حسن [55ب] الدليل فنحو استدلالنا بعدم المعجز على كذب المدعي للنبوة فلولا كذب المدعي للنبوة وهو المدلول لما حسن ترك إظهار المعجز عليه وهو الدليل.
وأما مثال الرابع: وهو أنه لولا المدلول لما اختير الدليل فنحو استدلالنا المعجز على صدق المدعي للنبوة فإنه لولا المدلول وهو الصدق لما اختار الله المعجز على يدي هذا المدعي وهو الدليل.
قال الفقيه جمال الدين أحمد بن حميد: ومثال آخر لولا احتياج الواحد منا إلى فعل القبيح وجهله بقبحه لما اختار فعله وأما أنه لا بد بين الدليل والمدلول من تعلق، فالذي يدل على ذلك أنه لو لم يكن بينهما تعلق لم يكن الدليل بأن يدل أولى من أن لا يدل، ولكان بأن يدل عليه أولى من أن يدل على غيره، ولكان أحدهما بأن يدل على الآخر أولى من العكس، فلأجل التعلق الذي بينهما كان دليلا، ودل على شيء دون غيره.
Sayfa 102