Yamini
اليميني
وركض منها إلى قلعة منج المعروفة بقلعة البراهمة «9»، وهم «10» حي «11» لقاح، وعتاة ما لهم عن الفساد في تلك البلاد براح. فثبتوا للقراع أشباه العفاريت عارجة، والشياطين ماردة ومارجة، حتى إذا أعوزهم الثبات، وأعجزهم النجاة. وعلموا أن ليست لهم بالمسلمين طاقة، وأن دماءهم «1» لا شك مهراقة، تهاووا من غرفات الجدران، وشرفات البنيان، على شبا الرماح، وظبى الصفاح، استخفافا [224 أ] بالنفوس والأرواح، واستسلاما لأمر الله المتاح. لا جرم أن السيوف أشربت الأرض دماءهم، وأطعمت «2» النسور أشلاءهم. كذلك المنايا أصهار، من خطب إليها لم تر له ردا، ولم تجد من إنكاحه «3» بدا.
وأخذ «4» على تفيئة ذلك نحو قلعة آسي وصاحبها المعروف بچندبال بهور «5» أحد أنياب الهنود، وأرباب الجنود. ولم يزل ذا منعة بالملك، وسعة في الملك، فعرض له راي قنوج منازعا، وماده الحرب مكاوحا ومقارعا، فلم يزد على أن أتعب أولياءه، ونكل على الخيبة وراءه. وقد أحاط بهذه القلعة غياض متكاثفة كأعراف الجياد، ومتداخلة كأشعار الحداد. لا تستجيب الأفاعي بينها للرقاة، ولا يستنير البدر عندها للسراة. قد أحاطت بها خنادق قعيرات الحفائر، فسيحات الدوائر، إحاطة الثور بالثريا فماله عنها انفراج، ولا لها دونه انعراج.
فلما شعر المذكور بزحف السلطان إليه في كواكب دولته، ومراكب جملته، فقد قلبه فرط «6» الحذار، وجس نبضه فكان ذنب الفار. ورأى الموت فاغرا فاه، فلم يملك إلا أن يوليه قفاه. فأمر بقلع قلعته من أصولها، وتعويرها على [224 ب] من يهم آنفا بحلولها.
وقفى آثاره بعفاريت أنصاره ينهبون ويغنمون، ويقتلون ويأسرون، حتى علم الكافرون أنهم هم «7» الخاسرون.
Sayfa 409