[172 ب] فأما اليسع فإنه ولي كرمان، فحمى أطرافها، وجبى أموالها . وكان أخوه سليمان مقيما بسيرجان «8» واليا عليها، فأغراه بسويه «9» بن مهدي به، وأشار عليه بمعاجلته قبل انتظام شمله، واستمرار حبله. فكتب إليه يستدعيه لمهم لا يستغني عن مفاوضته فيه، فامتنع عن الإجابة بعلل اخترعها، ومعاذير تمحلها «1». وضاق «2» اليسع به ذرعا، ولم يجد من مناجزته بدا، فنهض إليه محاربا حتى هزمه، وغنم ماله. فوقع سليمان إلى بخارى، وأطمع اليسع نزق شبابه في مغالبة عضد الدولة أبي شجاع على بعض حدود عمله، فكان مثله مثل العير «3» طلب قرنين فضيع الأذنين، وذاك أنه لما بلغ الحدين بين كرمان وفارس أتاه صاحب طليعته بطائفة من المستأمنة عن عسكر عضد الدولة أبي شجاع، فأحسن إليهم، وصب الخلع عليهم، ثم هرب نفر منهم راجعين وراءهم، فارتاب اليسع برفقائهم، وظن أن وراء استئمانهم حيلة أو غيلة، فأوسعهم تنكيلا، وعمهم بالعقاب قطعا وتمثيلا.
Sayfa 318