159

وعمد هو وفائق إلى أخيه عبد الملك بن نوح «1» وهو أصغر منه سنا، وأضعف ركنا، فأقاماه مقامه، وسدا به مكانه. وماج الناس بعضهم في بعض للفتنة الشاغرة، والأحوال المتنافرة.

ونذر الناس بالأمير سيف الدولة أنه قد خيم بقنطرة زاغول، فكروا [90 أ] على أدراجهم كاليعافير «2» الراعية راعتها «3» الفوارس، وأحاطت بها الكلاب النواهس «4»، حتى أخذوا قرارهم بمرو. وأرسل الأمير «5» سيف الدولة إلى الكافلين بالتدبير، يهجن إليهما ما ارتكباه في ولي النعمة من إزالة الحشمة، وإضاعة الحق والحرمة، غير ناظرين «6» للدين، ولا متحرجين للإسلام والمسلمين، ولا متهيبين «7» للأحدوثة الشنعاء على ألسنة الذاكرين، مدى دهر الداهرين.

وامتدت المراجعة بينهم في الحادث الكارث، وهما يختلانه «8» عن انتهاز الفرصة فيهما «9»، واهتبال الغرة منهما، تطميعا له عن صاحبهما «10» في جديد الرعاية، ومزيد الولاية.

وكلما هم بالإحجام على وجه الاحترام، طالبته سعادة الجد بالإقدام، وحرضته على الانتقام للدين والإسلام. ثم رأى أن يزحف عن مناخه إلى ظاهر مرو لتكون «11» لطافة «12» الصلح وجاها، أو سفاهة السيف شفاها.

Sayfa 167