İlk Uygarlıklar Tarihinde Yahudiler
اليهود في تاريخ الحضارات الأولى
Türler
ويعد سفر أيوب عذبا معزيا بجانب سفر الجامعة.
بيد أن ما في القسم الأول من سفر أيوب من الضيق الخلقي الكريه لا يداوي إلا بثقة عمياء بالله، وعند مؤلف هذا السفر أن ما يمكننا أن نناله من السكينة هو في العدول عن البحث، وفي العدول عن الفهم، وفي الإذعان للسنن التي تسير مصايرنا من غير حب شديد للاطلاع ومن غير تذمر.
وبأي دم بارد، وبأي إصرار، وبأي حذق، وبأي بصر حديد استبر متشائمو اليهود أولئك جروحنا الأبدية؟
لما يجد العلم ما هو مقرر في الجواب عنهم مع انقضاء ما يزيد على ألفي سنة!
إن الوهم التقي في سفر أيوب، وإن الوهم الشهواني في سفر الجامعة، قد اقتسما الناس لتعليلهم بالباطل، إن لم يكن لشفائهم، ولما يكتشف شيء أحسن من ذلك لسوق البشرية إلى مستقبل لم يصنع من أجلها على ما يحتمل.
ولا يزال العالم منقسما بين التمتعيين والمثاليين، أي بين أتباع سفر الجامعة وأتباع سفر أيوب.
وترى في هذا العصر بعض المفكرين الذين أعياهم ذانك النجدان، فأخذوا يصنعون من المسائل ما كان صاحبا ذينك السفرين العبريين قد جادلا فيهما بجرأة.
ولكن أين سوداؤنا من سودائهم؟ وما هي طيرتنا الحديثة التي أقدمت على توكيد العدم في أيلولة البشرية كما وكدوا بلا التواء وكلام فارغ؟ وأين ذلك الذي أغلق أبواب الأمل أمام الإنسان بحزم مثلهم؟
ولا تصلح قراءة مثل تلك الأسفار، ولولا تلطيف الشعور الديني لها، ولولا اشتمال الشعر الرائع عليها، فوجب حصرها في سرداب عميق وتكديس مداميك بعض الأهرام العظيمة فوقها؛ منعا لسماع صوتها المؤلم، ودرءا لتعطيلها قلب الإنسانية المسنة العاجز.
على أن ذلك السفر العجيب الموجع، سفر أيوب، يعد من أنفس الآثار التي نشأت عن النفس البشرية.
Bilinmeyen sayfa