Vezirler ve Kitaplar
الوزراء والكتاب
Türler
[52]
وجل أن يسبب ذلك لنا أو لبعضنا فيفضل علينا. فتواقفوا بينهم ألا يصيب رجل منهم سلطانا إلا آسى أصحابه. وطلب المنصور كاتبا، فوصف له عبد الملك بن حميد. فأمر بإحضاره، فأحضر، فقلده كتابته ودواوينه، وتذكر عبد الملك أصحابه فأخضرهم، وقلدهم الأعمال فأثروا، وحسنت أحوالهم، وكانوا إذ ذاك يعرفون بأصحاب التينة.
وهو الذي أمره أبو جعفر، وقد أنشد أبو دلامة أبياته التي يقول فيها:
هبت تعاتبني من بعد رقدتها ... أم الدلامة لما هاجها الجزع
قالت تبغ لنا نخلا ومزدرعا ... كما لجيراننا نخل ومزدرع
خادع خليفتنا عنها بمسألة ... إن الخليفة للسؤال ينخدع
أن يقطعه خمس مائة جريب عامرة، وخمس مئة جريب غامرة، فقال: أبو دلامة: أما العامر فقد عرفته، فما الغامر؟ فقال: الذي لا يدركه الماء ولا يسقى إلا بالمئونة والكلفة، فقال أبو دلامة: فاشهد يا أمير المؤمنين ومن حضر، أني قد أقطعت عبد الملك بن حميد بادية بني أسد كلها. فضحك المنصور، وقال: اجعلها يا عبد الملك عامرة كلها، فقال أبو دلامة لأبي جعفر: أتأذن لي في تقبيل يدك، فلم يفعل ومنعه، فقال: ما منعني شيئا هو أقل على عيالي ضررا من هذا.
Sayfa 92