Vezirler ve Kitaplar

Jahşiyari d. 331 AH
153

Vezirler ve Kitaplar

الوزراء والكتاب

[82]

العمال برفع العذاب عن أهل الخراج.

وفسد ما بين أبي عبيد الله وبين خالد بن برمك، بعد شدة التصافي، فاتصل بخالد أن أبا عبيد الله يقول: إنه يتخوفه على سر كان أسره إليه. فركب خالد: حتى أتى باب أبي عبيد الله، فلما رآه غلمانه أعظموا ذلك، وتبادروا بين يديه، وخرج إليه أبو عبيد الله وهو متعجب، فقال له خالد: بلغني عنك كذا وكذا، وما اتخذت مودتك عدة لعداوتك، وعلي وعلي، وحلف أيمانا مغلظة أن لو قطعت إربا إربا ما ذكرت ذلك تعريضا ولا تصريحا، وعلي وعلي إن اطلعت من أمرك على شيء من هذه الحال، فأبقيت عليك، فلا تظنن بي ضرعا إليك، ولا رغبة فيما لديك، وانصرف. فدعا بيحيى ابنه، فقال له: امض إلى أبي عبيد الله فقل له: كل امرأة لي طالق، وكل مملوك لي حر، وكل ملك لي صدقة، إن دخلت لك منزلا، ولا كلمتك أبدا! فدفعه يحيى عن ذلك، فلم يندفع. فصار يحيى إلى أبي عبيد الله، فأدى إليه الرسالة، فشق ذلك عليه، وقال له، فالقني أنت في حاجاته وحاجاتك، فكان يحيى يلقاه، فيكرمه ويقضي حوائجه.

فقال يوما لخالد: ما حداك يا سيدي، ما حداك على ما كان منك في أمر أبي عبيد الله؟ فقال: يا بني، هذا رجل مكين من صاحبه، وقد وقع في نفسه علينا شيء، ولم آمن أن يرقى إليه شيء عنا لا أصل له، فيقبله ويصدقه، فأردت أن أظهر ما بيننا وبينه، فإن ادعى علينا شيئا حمله على ما عرفه بيننا.

وركب أبو عبيد الله يوما فوقف له الناس، وكان فيمن وقف يحيى بن خالد، في جماعة منهم مالك بن الهيثم، ومعاذ بن مسلم، فلما طلع أبو عبيد الله رمزا بأنفسهم عن دوابهم، ووقف يحيى على ظهر دابته، فلما رآه أبو عبيد الله أعرض عنه، وأقبل بطرفه على عرف دابته، ولم يلتفت إلى يحيى. قال: فلما رأيت ذلك حركت إليه حتى لحقته، فقلت: يا أبا عبيد الله، أبقاك الله! قد علمت أنك أنكرت ما كان مني، وقلما أعطى أحد نفسه هذه الذلة، فوجد عنده بعد ذلك خير.

Sayfa 153