Vezirler ve Kitaplar
الوزراء والكتاب
Türler
[78]
عندك مغفورة.
وكان أبو جعفر قلد خالد بن برمك الري وطبرستان ودنباوند، فأقام بها سبع سنين، وكان مقام خالد بطبرستان، وخلف ابنه يحيى بالري، فلما وجه أبو جعفر المهدي إلى الري خدمه يحيى، وخف على قلبه، وولدت الخيزران هارون بن المهدي في سنة تسع وأربعين ومائة، وكان الفضل ابن يحيى بن خالد قد ولد قبل ذلك بسنة، فأرضعت الخيزران الفضل، وأرضعت زبيدة بنت منير، أم الفضل، هارون: فتأكدت حرمة يحيى، واتصل سببه.
وذكر الحارث بن أبي أسامة في كتابه المعروف بكتاب الخلفاء في أخبار المنصور: أن الخبر اتصل به: أن أحداثا من الكتاب يزورون في ديوان داره، فأمر بإحضارهم، وتقدم بتأديبهم، فقال واحد منهم، وهو يضرب:
أطال الله عمرك في صلاح ... وعز يا أمير المؤمنينا
بعفوك أستجير، فإن تجرني ... فإنك عصمة للعالمينا
ونحن الكاتبون وقد أسأنا ... فهبنا للكرام الكاتبينا
فأمر بتخليتهم، ووصل الفتى وأحسن إليه.
وكان أبو جعفر يتعتب على أبي الجهم بن عطية، وزير أبي العباس، فلما استخلف أبو جعفر، دخل أبو الجهم يوما، فطاوله حتى عطش، ثم عاد له بسويق من سويق الموز، وقد كان سمه، فشربه، فلما وصل إلى جوفه تمخض جوفه وأحس بالموت، فوثب مسرعا، فقال له المنصور: إلى أين يا أبا الجهم؟ قال: إلى حيث بعثتني. فلما وصل إلى منزله مات.
وكان المنصور قلد عبد الوهاب بن إبراهيم فلسطين، فعسف أهلها، وكان إبراهيم بن أبي عبلة، كاتب هشام، مقيما بها. فاستحضره المنصور، فلما وصل إليه قال له: ابن أبي عبلة؟ ما وراءك؟ فقال: يا أمير المؤمنين، قد قرأت عهود الخلفاء الذين من ولد عبد الملك إليك، فما سمعت عهدا قط أجمع من عهده قرأه علينا عبد الوهاب منك، ثم عمد إلى جميع ما أمرته به فاجتنبه، وما نهيته من شيء فارتكبه.
Sayfa 145