Vezirler ve Kitaplar
الوزراء والكتاب
Türler
[71]
الفراش أن يطرح له مرفقه تحت البساط، تقصيرا به عن منزلة المهدي وعيسى ابن علي، لأنه كان يطرح لهما مرفقتين ظاهرتين. فلما وصل إليه قال له: قد وليتك الوزارة والعرض، ووليت ابنك الفضل الحجابة. فدخل عليه الربيع يوما والفضل يمشي خلفه، فأخذ الربيع بيده وقال: إن الحاجب لا يمشي خلف إنسان، فقال له المنصور: بلى يا ربيع، هذا معك أنت وحدك.
وكانت أرزاق الكتاب والعمال في زمان أبي جعفر، للرؤساء ثلاث مئة درهم للرجل، ونحو ذلك، وكذلك كانت في أيام بني أمية، وعلى ذلك جرت إلى أيام المأمون، فإن الفضل بن سهل وسع الجاري.
ولما أنفذ المنصور المهدي إلى الري ضم إليه أبا عبيد الله معاوية بن عبيد الله ابن يسار، مولى عبد الله بن عضاه الأشعري، من أهل فلسطين. وكان عبيد الله بن يسار أبوه يكتب لصاحب المعونة بالأردن أيام بني أمية، فروى الزبير عن مبارك الطبري، قال: سمعت المنصور يقول للمهدي حين أنفذه إلى الري: يا أبا عبد الله، لا تبرم أمرا حتى تفكر، فإن فكرة العاقل مرآة تريه حسنه وسيئه.
قال: وسمعته يقول له: يا أبا عبد الله، إن الخليفة لا يصلحه إلا التقوى، والسلطان لا يصلحه إلا العدل، وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، وأنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه.
وقال: سمعته يقول: يا أبا عبد الله، استدم النعمة بالشكر، والقدرة بالعفو، والطاعة بالتألف، والنصر بالتواضع، ولا تنس مع نصيبك من الدنيا نصيبك من رحمة الله.
Sayfa 131