Vezirler ve Kitaplar

Jahşiyari d. 331 AH
127

Vezirler ve Kitaplar

الوزراء والكتاب

[69]

فكان يغدو ويروح إلى المنصور، وخص به جدا. وكان الفتى في غاية من العقل والكمال، وكان المنصور يخلو معه، فيسأله المورياني عما يجري بينهما، فلا يخبره، فيقول له: إن أمير المؤمنين لا يكتمني شيئا، فيقول له: فما حاجتك إلى ما عندي إذن! فحسده المورياني، واستوحش منه، وثقل عليه مكانه، فأطعمه سما فمات، وصار إلى المنصور، فأعلمه إنه مات فجأة، ثم ولى، فقال المنصور: قتلته! قتلني الله إن لم أقتلك به! فلم يلبث بعده أن فعل به ما فعل.

ولما غضب أبو جعفر على أبي أيوب وحبسه، ذكر صالح بن سليمان إنه سيقتله وجميع أسبابه، لأنه سمعه يتحدث أن ملكا من الملوك كان يساير وزيرا له، فضربت دابة الوزير رجل الملك، فغضب، وأمر بقطع رجل الوزير، فقطعت، ثم ندم، فأمر بمعالجته حتى برأ، ثم قال الملك في نفسه: هذا لا يحبني أبدا، وقد قطعت رجله فقتله، ثم قال: وأهل هذا الوزير لا يحبونني أبدا، وقد قتلته، فقتلهم جميعا. فعلمت إنه سيفعل ذلك في المورياني، ففعله، وما عدا ظني.

والضيعة التي أشار بها المورياني على أبي جعفر لصالح هي المعروفة بالسبيطية من أعمال البصرة، وكان أبو جعفر تقدم إلى بعض المهندسين بتصويرها له، فصورها، وعرض الصورة عليه فاستحسنها، فقال له: سل حاجتك، فقال: إني أجد في فمي علة، وقد أضرت بأسناني، وحاجتي أن يأذن أمير المؤمنين في تقبيل يده، فلعل الله أن يهب لي العافية، فقال له أبو جعفر: على أن ذاك، إن أذنت لك، فيه عوض من الجائزة، فأما أن أجمعهما لك فلا، فقال له: والله لو لم يبق في فمي حاكة وعلمت أن تقبيل يدك يرد ما آثرثه على الجائزة، فضحك منه ووصله.

Sayfa 127