Vezirler ve Kitaplar

Jahşiyari d. 331 AH
125

Vezirler ve Kitaplar

الوزراء والكتاب

قد رأيت الذي أذالت ونالت ... وقعة الدهر من أبي أيوب ومما يحكى أيضا إنه عاد بالضرر على أبي أيوب، ما ذكر أبو العيناء قال: الناس يكثرون في سبب قتل أبي أيوب، والذي عندنا: أن المنصور لما كان مستترا بالأهواز نزل على بعض الدهاقين، فاستتر عنده، فأكرمه الدهقان بجميع ما يقدر عليه، حتى أخدمه ابنته، وكانت في غاية الجمال، فقال له أبو جعفر: لست أستحل استخدامها والخلوة بها وهي جارية حرة، فزوجنيها، فزوجه إياها، فعلقت منه. وأراد أبو جعفر الخروج إلى البصرة، فودعهم، ودفع إلى الجارية قميصه وخاتمه، وقال: إن ولدت فاحتفظي بولدك، فمتى سمعت إنه قد قام في الناس رجل يقال له: عبد الله بن محمد، يكنى أبا جعفر، فصيري إليه بولدك، وبهذا القميص والخاتم، فإنه يعرف حقك، ويحسن الصنع إليك، وفارقهم. فولدت ابنا، ونشأ الغلام وترعرع فكان يلعب مع أترابه، وملك أبو جعفر، فعير الغلام أترابه بأنه لا يعرف له أب، فدخل إلى أمه حزينا كئيبا، فسألته عن حاله، فذكر لها ما قال أترابه، فقالت: بلى، والله إن لك أبا فوق الناس! قال لها: ومن هو؟ قالت: القائم بالملك، قال: فهذا أبي وأنا على هذه الحال! هل من شيء يعرفني به؟ فأخرجت القميص والخاتم. وشخص الفتى، فصار إلى الربيع، فقال له: نصيحة، قال: هاتها، قال: لا أقولها إلا لأمير المؤمنين، فأعلم المنصور الخبر، فأدخله إليه، فقال: هات نصيحتك، فقال: أخلني، فنحى من عنده، وبقى الربيع، فقال: هات، قال: لا، إلا أن يتنحى، فنحاه، وقال: هات، قال: أنا ابنك، قال: ما علامة ذلك؟ فأخرج القميص والخاتم فعرفهما المنصور، وقال له: ما منعك أن تقول هذا ظاهرا، قال: خفت أن تجحد، فتكون سبة آخر الدهر. فضمه إليه وقبله، وقال: أنت لآن ابني حقا، ودعا المورياني، فقال: يكون هذا عندك، وما كنت تفعله بولدي لو كان لي عندك فافعله به. وتقدم إلى الربيع في أن يسقط الإذن عنه، وأمره بالبكور إليه في كل يوم والرواح، إلى أن يظهر أمره، فإن له فيه تدبيرا.

Sayfa 125