فأجابه الذين لا يفكرون بزلابية الخورية: نعم يا معلمي.
فقال الخوري بتواضع: هذا ما أتمناه لي ولكم يا إخوتي.
وجرأهم عليه تلطفه في الحديث، فذكروا له رجلا طرده من الكنيسة لأنه وشوش جاره فيها، فغفر له وأدخلوه.
وعاد الخوري إلى سهوته، وانطلقت ألسن الرعية في الحديث عن شئونهم القروية، فلم ينسوا شيئا منها، أما عيونهم فكانت في الغالب تتجه صوب المعجن والقدر، ولما أتت الساعة تحلحلت الخورية عن موضعها لتضع المعجنة على طرف المصطبة، فامتدت لرفعها عشرون يدا وشمرت الصبايا عن أذرعهن يقرصن العجين.
وعلا صراخ الزلابية في المقلى، وأخذ الصغار ينتشلون ما في أيدي الآباء والأمهات، وألهاهم انتظار النوبة عن الحديث - وعند البطون تضيع العقول - فظل منقطعا حتى قالت صبية وهي تمط قرن زلابية فوق المقلى: عجينك تخ يا عمتي.
فأجاب شاب في نفسه شيء من تلك البنية: إذا كان عجين الخورية لا يتخ، فعجين من يطلع؟
فأعجبت الكلمة الجمهور، وكان الإيمان بالعجيبة الأولى،
1
وامتلأ البيت غبطة ورائحة زيت.
استلذوا زلابية الخورية المقرفلة مغموسة بالدبس، فذكروا «الدايم» الذي يأكلون على ذكره، فقال واحد: هنيئا لمن يركع الليلة على السطح ليباركه المسيح بمروره.
Bilinmeyen sayfa