Varoluşçuluk: Çok Kısa Bir Giriş
الوجودية: مقدمة قصيرة جدا
Türler
هل وجودنا حقيقة قاسية علينا التعامل معها، أم هبة علينا قبولها بروح شاكرة؟ يقترح مارسيل حله الخاص، معلقا بأن مادية جذر الشجرة ووجوده الخاص «لا يعتبرهما سارتر زيادة عن حاجة الوجود، بل هما جوهريان وعبثيان». على العكس منه، يعتبرهما مارسيل فيضا إعجازيا للوجود ومثالا لافتا للنظر للمبدأ الأفلاطوني القديم الذي يقول: إن الخير يميل إلى نشر نفسه كالحب الذي يصر على الانتقال، أو تجربة الجمال التي تتطلب المشاركة. (5) إنسانيات وحريات (ميرلوبونتي)
في ظل الجدل الذي نتج عن محاضرة سارتر المبتكرة، نشر صديقه ورفيقه الفيلسوف موريس ميرلوبونتي مقالا بعنوان «الصراع من أجل الوجودية» صاغ فيه الجدل في إطار من النزعة الإنسانية. وكما ذكر، فإن القضية «هي أن نعرف الدور الذي تلعبه الحرية وهل نستطيع أن نعطيها شيئا دون التخلي عن كل شيء». لخص هذا التعليق الجاد القضية بإتقان: ما المكان الملائم للإنسان في العالم المادي والحضاري؟ على عكس الماديين - خصوصا الماديين الجدليين الماركسيين - تحاول الوجودية أن تبرهن أن الإنسان أكثر من مجموع القوى الاجتماعية والنفسية والجسدية. وتشير لفظة «أكثر» إلى وعينا الذي نستطيع أن نقيم به ونستجيب لهذه القوى تحديدا. لكن على عكس «الروحانيين» - وهنا كان يقصد اليمين الديني كما نسميه اليوم - تشدد الوجودية على وضعيتنا، بداية من تجسدنا الذي يعطينا منظورا، ويجهض كل محاولة لتبديد وجودنا وتحويله إلى روح حرة الانطلاق تهيم فوق العالم. وكما يصر ميرلوبونتي (ويتفق معه مارسيل)، فليس لي جسد، «أنا» جسدي. بين طرفي النقيض هذين يحاول الوجودي فهم وجوده. يوضح ميرلوبونتي قائلا:
ميزة هذه الفلسفة الجديدة بالتحديد هي أنها تحاول، من منطلق وجودي، أن تجد أسلوبا للتفكير في وضعنا. أو بالمعنى العصري للكلمة، فإن «الوجود» هو تلك الحركة التي عن طريقها يوجد الإنسان في العالم ويدمج نفسه في موقف اجتماعي وجسدي يتحول بعد ذلك إلى وجهة نظره عن العالم.
ربطتنا الفلسفة الكلاسيكية - مثل فلسفة ديكارت - بالعالم من خلال المعرفة بالأساس. لقد رأينا كيف رفض الوجوديون ما اعتبروه مواصلة هوسرل لهذا التحامل الديكارتي بأسلوبه الفينومينولوجي. تدعي الوجودية أننا موجودون في العالم بفضل علاقة كينونية، تكون فيها الذات - من قبيل المفارقة - «هي» جسدنا وعالمنا وموقفنا، بشيء من التبادل. وكما قال هايدجر، فإن «الكائن هنا» موجود في العالم في الأصل بفضل اهتماماته العملية وليس إدراكه النظري. يفسر ميرلوبونتي هذا بتركيز انتباهه على أولوية أجسادنا النابضة بالحياة.
على الرغم من أن ميرلوبونتي سوف يتجاوز الوجودية قبيل وفاته، التي حلت على نحو مباغت وهو في الثالثة والخمسين من العمر، فقد تمثل إسهامه في الفكر الوجودي بالأساس في تحليله الدقيق لوجودنا الجسدي و«العالم المتداخل» للوجود الاجتماعي الذي أسقطه سارتر من اعتباره في بداية حياته، وإن لم يكن قد تجاهله تماما. أعمال ميرلوبونتي الأولى في علم النفس التجريبي ميزته عن معظم الوجوديين الذين - باستثناء ياسبرز - بدوا غير مبالين بالعلم التجريبي. وكما سنرى في
الفصل السادس ، فنتيجة تأثره باللغويين البنيويين الجدد؛ بدأ تدريجيا يجعل اللغة مركز تفكيره، فأثرت بالتالي توصيفاته الفينومينولوجية، إن لم تكن حلت محلها.
هوامش
الفصل الرابع
الصدق
يبدو اختيار الصدق قرارا «أخلاقيا».
Bilinmeyen sayfa