Varoluşçuluk: Çok Kısa Bir Giriş
الوجودية: مقدمة قصيرة جدا
Türler
شكل 1-1: سقراط يتحدث عن خلود الذات قبيل تجرعه السم بأمر المحكمة.
1
ليس هذا إلا جانبا واحدا من الجوانب الكثيرة التي تتداخل فيها الفلسفة الوجودية والبراجماتية و«التحليلية». يقدم عالم النفس الأمريكي العظيم والفيلسوف البراجماتي ويليام جيمس - مثلا - ادعاء مماثلا في كتابه «إرادة الإيمان» عندما لاحظ أن طبيعتنا العاطفية لا تجعلنا نتخذ خيارا بعينه من الخيارات المطروحة فقط، وإنما تلزمنا بذلك، وهذا وقتما يكون الخيار حقيقيا لا يمكن بالطبيعة حسمه بناء على الأسس العقلية. لكن بعضا من هذه الخيارات هي، كما أطلق عليها عالم الأخلاق البريطاني آر إم هير، «قرارات المبدأ». لا تقوم مثل هذه القرارات في حد ذاتها على المبادئ؛ لأنها هي التي تؤسس المبادئ التي بناء عليها سنتخذ خياراتنا اللاحقة في الحياة. تشبه هذه المبادئ «قواعد اللعبة» التي يختارها المرء عندما يقرر المشاركة في اللعبة لكنها لا تطبق قبلها. فأنت لا تلتزم بهذه القواعد قبل أن تقرر أن تلعب اللعبة، ويعني قرارك باللعب التقيد بهذه القواعد تحديدا. هذه هي نوعية الخيارات التي سميتها بالخيارات «المؤسسة للمعايير». وكما سنرى، هذا مشابه لما يسميه سارتر «الخيار الأساسي» أو المبدئي الذي يعطي الوحدة والاتجاه لحياة المرء. ونحن نكتشفه بواسطة تأمل اتجاه حياتنا وصولا إلى الوقت الحاضر. إنه «خيار»، حسب زعم سارتر، نكتشف أننا اتخذناه ضمنيا بالفعل طوال الوقت. (4) فلسفة وأدب ملتزمان
كانت «الحقيقة» الذاتية التي تحدث عنها كيركجارد بشيرا بما سماه سارتر «الالتزام» في القرن التالي. وكأن سارتر يريد الانتقاص من أهمية مفهوم الحقيقة الموضوعية، أو على الأقل تأييد معنى جديد «للموضوعية» في ضوء العلوم الحديثة، فيعلق قائلا: «توجد فقط معرفة ملتزمة.» على الجانب الآخر، فإنه يؤيد أيضا النظرة «الموضوعية» الكلاسيكية للمعرفة والحقيقة التي يقترحها إدموند هوسرل (1859-1938) وأسلوبه الوصفي للظواهر (انظر لاحقا). إحدى الطرق للتوفيق بين هاتين النظرتين الادعاء مع كيركجارد بأن كلا من النظرتين تشير إلى استخدام مختلف لمصطلح «الحقيقة». في حالة سارتر، قد تكون مسألة دمج الأوصاف الظاهرية (الفينومينولوجية) في مفهوم أكثر براجماتية وجدلية للحقيقة؛ بمعنى التوفيق بين المزاعم المتباينة في وجهة نظر أسمى. سيتوافق هذا أكثر مع ظاهرة تفسيرية أو تأويلية كتلك التي طرحها مارتن هايدجر (1889-1976) في نهاية عشرينيات القرن العشرين (انظر
الفصل السادس ). أصر نيتشه على أن جميع المعارف تأويلية وأنه لا وجود لنص «أصلي» غير قابل للتأويل. بعبارة أخرى: ما يعتبر معرفة كان تأويلا «في أساسه». وعليه، فسواء كنت تتفق كلية مع نيتشه أو جزئيا مع كيركجارد، فإن الحقيقة أيضا قد «شخصنها» الوجوديون. وهكذا لم يعد تعبير «حقيقتي» تعبيرا يناقض نفسه.
في مجموعة مقالات شهيرة بعنوان «ما الأدب؟» نشرت عام 1948، وضع سارتر مفهوم «الأدب الملتزم». اعتمدت فكرته الأساسية على أن الكتابة هي شكل من أشكال الفعل التي يجب أن نتحمل عنها المسئولية، لكن هذه المسئولية تتعلق بمضمون الفعل لا بشكله فقط. لقد أمدت تجربة الحرب العالمية الثانية سارتر بحس المسئولية الاجتماعية التي - حسبما يزعم - كانت مفقودة أو على الأقل غير متقنة الصياغة في رائعته «الوجود والعدم» (1943). في واقع الأمر، طالما لاقى الوجوديون انتقادا عاما بسبب ذاتيتهم المفرطة وافتقارهم الواضح للضمير الاجتماعي. أما سارتر - الذي ميز نفسه بالفعل بعدد من المسرحيات التي لاقت قبولا جماهيريا وبروايته المثيرة للإعجاب «الغثيان» - فيتناول الآن المسئولية الأخلاقية لكاتب النثر. وهو يعترف قائلا: «على الرغم من أن الأدب شيء والأخلاق شيء آخر، فإننا في قلب الضرورة الفنية نجد الضرورة الأخلاقية.» وتحديدا الثقة في حرية كلا الطرفين. يعتبر مفهوم العلاقة بين الفنان والجمهور القائمة على «جاذبية الموهبة » مفهوما محوريا في جماليات سارتر، وسيفيد قريبا كنموذج للعلاقات الاجتماعية المتوطدة بصفة عامة؛ تلك العلاقات التي لا تعامل البشر كجمادات أو أدوات، لكن كقيم في حد ذاتهم. إن ما قد يتبدى على أنه حالة احترام شكلية من طرف إحدى الحريات لأخرى يقضي بوجود شخصية حقيقية، وعن هذا يقول سارتر:
إن وجهة النظر الفريدة التي يستطيع المؤلف أن يعرض العالم بها لتلك الحريات التي يتمنى أن يحقق الانسجام بينها هي عن عالم مخصب دائما بالمزيد من الحرية. لن يكون معقولا استخدام هذا التعبير عن الكرم الذي يستثيره الكاتب في فرض الظلم، وأن يستمتع القارئ بحريته وهو يقرأ عملا يوافق على استعباد إنسان لإنسان، أو يقبله، أو ببساطة «يمتنع عن إدانته».
بعبارة أخرى كما سنرى: تنمي الوجودية ضميرا اجتماعيا، إلى جانب الإيمان بأن الفنون الجميلة - أو الأدب على الأقل - يجب أن تكون ملتزمة اجتماعيا وسياسيا.
في هذا المقال المبتكر، المكتوب في السنوات التالية مباشرة للحرب العالمية، وفي تعليق سيندم سارتر عليه بعد ذلك، نجده يميز بين الشعر والنثر. يدل الشعر، وفق هذا التمييز، على أية صورة غير أدواتية للغة، أو أي شكل فني مثل الموسيقى والفنون التشكيلية والبصرية. تسعى مثل هذه الأشكال بصفة أساسية وراء الفن من أجل الفن؛ وبالتالي تكون عاجزة عن الالتزام بالتغيير المجتمعي خشية انتهاك طبيعتها الفنية. أما النثر - من ناحية أخرى - فبما أنه أدواتي بطبيعته، فإنه يستطيع ويجب، في أيامنا، أن يكون ملتزما برعاية الحرية الفردية والجمعية عن طريق الموضوع الذي يتناوله وأسلوب تناوله. ومع أن سارتر سيعدل لاحقا هذا الفرق في مقال عن الطابع الثوري في الشعر الفرانكفوني للأفارقة، فتبقى فرضيته العامة بأن الأدب، على الأقل في موقفنا الحالي الذي يرى فيه قمعا اجتماعيا واستغلالا اقتصاديا، يجب أن يلتزم بطابعه التسكيني. وكما كتب، فإن مجرد العجز عن إدانة هذه الممارسات غير كاف. المعارضة القوية مطلوبة. وسوف نستكمل الحديث عن موضوع المسئولية الاجتماعية لدى عدد من الكتاب الوجوديين في
الفصل الخامس . لكن الآن يكفينا أن نذكر طابع «الالتزام » الاجتماعي والسياسي للأعمال الفنية التي أنتجها العديد من هؤلاء الكتاب.
Bilinmeyen sayfa