Women Between Islamic Law and Civil Code
المرأة بين الفقه والقانون
Yayıncı
دار الوراق للنشر والتوزيع
Baskı Numarası
السابعة
Yayın Yılı
١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م
Yayın Yeri
بيروت
Türler
في الأحوال الشخصية - في الطلاق - لماذا جعل الطلاق في يد الرجل
وهنا يتبادر الى الاذهان سؤال كثيرًا ما أثاره الذين لا يؤمنون بنظام الاسلام وعظمته وسمو حكمته، هو: لماذا جعل الطلاق بيد الرجل وحده بحيث يتحكم الرجل في بت الحياة الزوجية متى شاء؟ وكثيرًا ما يكون إثر خصام أو حالة من الغضب شديدة؟ ولماذا لم يجعل للمرأة رأي في ذلك ما دامت هي شريكة الرجل في حياته؟
إن الاحتمالات العقلية في هذا الموضوع لا تخلو عن خمسة:
١ - أن يجعل الطلاق بيد المرأة وحدها.
٢ - أن يجعل الطلاق باتفاق الرجل والمرأة معًا.
٣ - أن يجعل الطلاق عن طريق المحكمة.
٤ - أن يجعل الطلاق بيد الرجل وحده.
٥ - أن يجعل الطلاق بيد الرجل. وتعطى المرأة فرصًا للطلاق إذا أساء الرجل استعمال حقه، فلنناقش كل احتمال منها على حدة.
١ - لا سبيل لاعطاء المرأة وحدها حق الطلاق، لأن فيه خسارة مالية للرجل وزعزعة لكيان الأسرة، والمرأة لا تخسر ماديا بالطلاق، بل تربح مهرًا جديدًا، وبيتًا جديدًا، و(عريسًا) جديدًا وإنما الذي يخسر هو الرجل الذي دفع المهر للمرأة ويقوم بنفقة البيت والأولاد، وقد دفع نفقات العرس، وثمن اثاث البيت، فاذا أعطيت المرأة حق الطلاق بمجرد إرادتها سهل عليها أن توقعه متى اختصمت مع الزوج نكاية به ورغبة في تغريمه، سيما وهي سريعة التأثر، شديدة الغضب، لا تبالي كثيرًا بالنتائج وهي في ثورتها وغضبها، ولنتصور رجلًا اختلف مع زوجته فاذا هي تطلقه وتطرده من البيت وهو صاحبه ومنفق عليه؟!
٢ - وجعل الطلاق بيد الرجل والمرأة معًا، أمر يكاد من المستحيل اتفاقهما عليه، إن الإسلام لا يمنع أن يتفاهم الرجل والمرأة معًا على الطلاق، ولكن لا يعلق صحته على اتفاقهما معًا، إذ ماذا يكون الحال فيما لو أصبحت حياة الرجل مع امرأته شقاء ليس بعده شقاء، فأراد أن توافقه على طلب الطلاق فأبت؟ وكثير من النساء في مثل هذه الحالة يفضلن عذاب الرجل وتعاسته على راحته وخلاصه، ثم إن المرأة لم تنفق شيئًا على البيت، ولا دفعت مالًا
1 / 103