118

Wisata

الوساطة بين المتنبي وخصومه

Araştırmacı

محمد أبو الفضل إبراهيم، علي محمد البجاوي

Yayıncı

مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه

ويومٍ كليلِ العاشقينَ كمنْتُه ... أراقبُ فيه الشمسَ أيّانَ تغرُبُ وعيني الى أذنَيْ أغرَّ كأنّه ... من الليلِ باقٍ بين عينيْه كوكبُ له فضلةٌ عن جسمِه في إهابه ... تجيءُ على صدرٍ رحيبٍ وتذهَبُ شققْتُ به الظّلماءَ أُدْني عِنانَه ... فيَطْغى وأُرخيهِ مِرارًا فيلعَبُ وأصرَعُ أيّ الوحشِ قفَّيتُه به ... وأنزِلُ عنه مثلَه حين أركَبُ وما الخيلُ إلا كالصديقِ قليلةٌ ... وإن كثُرَتْ في عينِ من لا يجرِّبُ إذا لم تُشاهِدْ غيرَ حُسنِ شياتِها ... وأعضائِها فالحُسنُ عنكَ مغيَّبُ وفيها: يُريد بك الحُسّاد ما اللهُ دافِعٌ ... وسُمرُ العوالي والحديدُ المذرَّبُ إذا طلبوا جدْواكَ أُعطوا وحُكِّموا ... وإن طلبوا المجْدَ الذي فيك خُيبوا ولو جاز أن يحْووا عُلاك وهبْتَها ... ولكن من الأشياء ما ليس يوهَبُ وأظلَمُ أهلِ الظُلمِ من بات حاسدًا ... لمَنْ بات في نَعمائه يتقلّبُ ويُغنيكَ عمّا ينسُب الناسُ أنه ... إليك تناهَى المكرُماتُ وتنسَبُ وتعذُلُني فيكَ القوافي وهمّتي ... كأني بمدْح قبلَ مدحِكَ مذنِبُ وقوله: رأيتُكم لا يصونُ العِرضَ جارُكُم ... ولا يدِرُّ على مرْعاكُم اللبَنُ جزاءُ كلِّ قريبٍ منكُم ملَلٌ ... وحظُّ كل محِبٍ منكُمُ ضغَنُ

1 / 118