وسلم: (الولد محزنة مجبنة مجهلة مبخلة) (١)
قوله مبخلة: إذا أراد الإنسان أن ينفق في سبيل الله ذكره الشيطان بأولاده فيقول: أولادي أحق بالمال أبقيه لهم يحتاجونه من بعدي فيبخل عن الإنفاق في سبيل الله، وقوله: مجبنة أي إذا أراد الرجل أن يجاهد في سبيل الله يأتيه الشيطان فيقول تقتل وتموت فيصبح الأولاد ضياعًا يتامى، فيقعد عن الخروج للجهاد، وقوله: مجهلة أي يشغل الأب عن طلب العلم والسعي في تحصيله وحضور مجالسه وقراءة كتبه. وقوله: محزنة أي إذا مرض حزن عليه وإذا طلب الولد شيئًا لا يقدر عليه الأب حزن الأب، وإذا كبر وعق أباه فذلك الحزن الدائم والهم اللازم.
وليس المقصود ترك الزواج والإنجاب ولا ترك تربية الأولاد، وإنما المقصود التحذير من الانشغال معهم بالمحرمات.
وأما فتنة المال فيقول ﵊: (إن لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال) (٢)
والحرص على المال أشد إفسادًا للدين من الذئب الذي تسلط على زريبة غنم وهذا معنى قول النبي ﷺ: (ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف