Vezir İbn Zeydun
الوزير ابن زيدون مع ولادة بنت المستكفي
Türler
حن قدح ليس منها، ما أنت وهم؟ وأنى تقع منهم؟ وهل أنت إلا واو عمرو فيهم؟ وكالوشيظة في العظم بينهم؟ وإن كنت إنما بلغت قعر تابوتك، وتجافيت عن بعض قوتك، وعطرت أردانك، وجررت هميانك، واختلت في مشيتك، وحذفت فضول لحيتك، وأصلحت شاربك، ومططت حاجبك، ورققت خط عذارك، واستأنفت عقد إزارك؛ رجاء الاكتنان فيهم وطمعا في الاعتداد منهم، فظننت عجزا وأخطأت استك الحفرة، والله، لو كساك محرق البردين، وحلتك مارية بالقرطين وقلدك عمرو الصمصامة، وحملك الحارث على النعامة ما شككت فيك ولا سترت أباك ولا كنت إلا ذاك، وهبك ساميتهم في ذروة المجد والحسب، وجاريتهم في غاية الظرف والأدب، ألست تأوي إلى بيت قعيدته لكاع؛ إذ كلهم عزب خالي الذراع، وأين من انفرد به ممن لا غلب إلا على الأقل الأخس منه، وكم بين من يعتمدني بالقوة الظاهرة والشهوة الوافرة والنفس المصروفة إلي واللذة الموقوفة علي، وبين آخر قد نضب غديره ونزحت بيره، وذهب نشاطه ولم يبق إلا ضراطه، وهل يجتمع لي فيك إلا الحشف وسوء الكيلة، ويقترن علي بك إلا الغدة والموت في بيت سلولية.
تعالى الله يا سلم بن عمرو
أذل الحرص أعناق الرجال
ما كان أخلقك بأن تقدر بذرعك، وتربع بذلك على ظلعك، ولا تكن براقش الدالة على أهلها، وعنز السوء المستثيرة لحتفها، فما أراك إلا سقط بك العشاء على سرحان، وبك لا بظبي أعفر أعذرت أن أغنيت شيا، وأسمعت لو ناديت حيا «إن العصا قرعت لذي الحلم، والشيء تحقره وقد ينمي» وإن بادرت بالندامة ورجعت على نفسك بالملامة؛ كنت قد اشتريت العافية لك بالعافية منك، وإن قلت: جعجعة ولا طحن، ورب صلف تحت الراعدة، وأنشدت:
لا يؤيسنك من مخدرة
قول تغلظه وإن جرحا
فعدت لما نهيت عنه، وراجعت ما استعفيت منه، بعثت من يزعجك إلى الخضراء دفعا ويستحثك نحوها وكزا وصفعا، فإذا صرت إليها عبث أكاروها بك، وتسلط نواطيرها عليك، فمن قرعة معوجة تقوم في قفاك، ومن فجلة منتنة يرمى بها تحت خصاك؛ ذلك بما قدمت يداك لتذوق وبال أمرك وترى ميزان قدرك.
فمن جهلت نفسه قدره
رأى غيره منه ما لا يرى
Bilinmeyen sayfa