İmam Zehabi'nin Muhammed Bin Rafik İçin Vasiyeti

Zahabi d. 748 AH

İmam Zehabi'nin Muhammed Bin Rafik İçin Vasiyeti

وصية الإمام الذهبي لمحمد بن رافع السلامي

Araştırmacı

جمال عزون

Yayıncı

مكتبة المعارف

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

1424هـ /2003 م

Yayın Yeri

الرياض / السعودية

Türler

Tasavvuf

بسم الله الرحمن الرحيم .

هذه وصية الشيخ الإمام العالم الحافظ البارع أبي عبد الله | محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المقرئ رحمه الله تعالى لمحمد بن | أبي الفضل رافع بن أبي محمد بن محمد السلامي :

يا وليد رافع ! اسمع أقل لك : أراك - والله - مثلي | مزجي البضاعة ، قليل العلم بالصناعة ، فلا أقل من الإقبال على | الطاعة ، ولزوم خمسك في جماعة .

وهل شيء أقبح من شاب يخدم السنة ولا يعمل | بها ؟ نعم ؛ آخر يبالغ في الطلب ، ويكتب عمن درج ودب ، |

Sayfa 19

ثم لا يصلي ! فلا بارك الله في هذا النمط ! فإن هؤلاء ما | غوايتهم بالحديث إلا كغواية المصارع والساعي ولاعب الحمام ، | بل أولاء أعذر بالجهل .

وهذا المعثر يسمع الألوف من الحديث فيها الوعيد | والتهديد ، والعذاب الشديد ، ولا ينزجر ، بل ما أظنه يسمع | شيئا ، ولا يفهم حديثا ، لأنه إن كان قارئا بنفسه فبجهده أن | يتهجى الأسماء والمتون ، ويبدل ما يشير إليه ، وعينه إلى تنبيه | الشيخ تارة ، وإلى أمرد حاضر تارة ، وإلى إقامة الإعراب تارة ؛ | لئلا يخزى بين الحاضرين ، وإن كان غيره القارئ استراح ، فأنا | كفيل لك بأنه ما يسمع غير : ثنا قال : ثنا ، وصلى الله عليه | وسلم ، لكثرة دور ذلك .

Sayfa 20

فتراه إما يكتب الأسماء حال السماع ، فيبطل ويبطل ، أو | ينسخ في جزء ، أو يكتب طباقا ، أو يطالع في شيء ، وهذا | | أجود أحواله - ولا جودة فيها - أو بمكان - وهذا الأغلب - | يحدث جليسه ، ويمزح مع الصبيان الملاح ، فمتى يسمع هذا أو | يعقل أو يبصر أو يعني عنه الحديث شيئا ؟ ! .

Sayfa 21

وأما قول وكيع : ' إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر | الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ؟ ! ' ، فهذا قاله في الصلاة | | المقارنة للذكر وهي النوافل ؛ أي : يقلل تشاغلكم بالنوافل ؛ | فانتهوا عن ذلك .

أما أن يصدهم عن الفرائض الخمس ؛ فحاشا لله ! ، هذا ما | كان في سيرهم قط ، إلا في أيام الجهاد وقبلها بمدة .

وهل يترك الصلاة محدث إلا وهو الرذالة الزبالة ، | أو إلى التعثر والضلالة ؟ !

فإن كمل نفسه بتلوط أو قيادة ، فقد تمت له الإفادة | وإن استعمل من العلوم قسطا ، فقد ازداد مهانة وخبطا ، وبذل | دينه لشيطانه ، وأدبر عن الخير ، فهل في مثل هذا الضرب خير ؟ | لا كثر الله مثلهم ، فما حظ الواحد [ من هؤلاء ] إلا أن | يسمع ليروي فقط . |

Sayfa 22

فليعاقبن بنقيض قصده ، وليشهرنه الله تعالى بعد أن ستره | مرات ، وليبقين مضغة في الألسن ، وعبرة بين المحدثين ، ثم | ليطبعن الله على قلبه ، وربما سلب التوحيد ، وطمع فيه | الشيطان ، فدخل في باطنه الخراب ، وشككه في الإسلام | والنبوات إلى أن يخسر الدنيا والآخرة ، نسأل الله العفو والستر .

فبالله يا أخي ثم بالله ، اتق الله في نفسك المسكينة ، ولا | تكن ممن أدخله طلب الحديث النار ، فما ارتفع رافع إلا | بالتقوى ، والخير ، وملازمة الآداب النبوية .

Sayfa 23

فإن قبلت نصحي ، فما أولاك بالخير والتوقير ، وإن | أعرضت كإعراضك عن وصية الإله العظيم ، فتبا لك سائر | | الدهر ؛ فإن الله يقول - وهو أصدق من قال ، وأرحم من أمر ، وأعلم | من أوحى ، وأكرم من هدى ، وهو أشفق علينا من أنفسنا - ^ ( ولقد | وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله ) ^ .

فبالله ؛ قل لي : هل يكون طالب من خدام السنة | يتهاون بالصلوات ، أو يتعانى تلك القاذورات ؟ لا والله ، ولا هو | ممن اتقى الله .

وأنحس من ذلك كله محدث يكذب في حديثه ، ويختلق | الفشارات ، فإن ترقت همته المقيتة إلى الكذب في النقل ، | والتزوير في الطباق ، فقد استراح ، وطرس الطلبة على اسمه | ورسمه : صورة ومعنى . |

Sayfa 24

وإن تعانى سرقة الأجزاء ، أو كشط الأوقاف ، فهذا لص | بسمت محدث ، وإن جعل الطلب له مأكله ودكانا ، فالأعمال | بالنيات ، ولا قوة إلا بالله .

فاقرأ كتابك كفى بنفسك عليك حسيبا ، وأعوذ بالله أن | أكون قد ضيعت الزمان في نعت بطلة الطلبة ، أبلاهم الله بالغلبة .

فافتح عينك ، وأحضر ذهنك ، وأرعني سمعك ، فإن | انتفعت وعقدت مع الله عقدا ، فقد توسمت فيك الخير ، وإن شردت | وركبت الإعراض والكسل مثلي ، فواحسرتا علي وعليك .

Sayfa 25

فثمة طريق قد بقي لا أكتمه عنك ، وهو كثرة الدعاء ، | والاستعانة بالله العظيم في آناء الليل والنهار ، وكثرة الإلحاح | | على مولاك بكل دعاء مأثور تستحضره أو غير مأثور ، وعقيب | الخمس ، في أن يصلحك ويوفقك .

والزم - ولا بد - آية الكرسي في دبر الصلوات المفروضة ، | وأكثر الاستغفار والأذكار ، والزم الصدق المفرط عن كل بد في | كل شيء ، ولا تستكبر ، ولا تكن ممن يستكبر بما علم ، فإنك | جاهل خبل . | فداوم - بالله - [ على ] التواضع الزائد ، والمسكنة | للمسلمين إلا الفاسقين منهم ، وأحب لله ، وأبغض في الله ، وثق | بالله ، وتوكل على الله ، وأنزل ضرورتك بالله ، ولا تستغن إلا | بالله وأكثر من : ' لا حول ولا قوة إلا بالله ، ومن الصلاة على | رسول الله [ & ] تسليما كثيرا دائما أبدا .

انتهت الوصية قوبلت .

Sayfa 26