يا رب أمرتنا بما لا يقدر على فعله إلا بك، ونهيتنا عما لا نقدر على تركه إلا بتوفيقك، ورغبتنا فيما لا نناله إلا بفضلك، وحذرتنا مما لا نسلم منه إلا بجودك وكرمك.
اللهم فوفقنا لامتثال أمرك، واجتناب زجرك، وأعطنا ما رغبتنا فيه، وجنبنا ما حذرتناه.
اللهم إنك سألتنا من أنفسنا ما لا نقدر على فعله إلا بك.
اللهم فخذ لنا منها ما ترضى به عنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنك أخذت بقلوبنا ونواصينا فلم تملكنا شيئا منها، فإذا فعلت ذلك بهما فكن أنت وليهما.
واهدنا إلى سواء السبيل.
قال أبو عبد الله النباجي:
سمعت بالنباج في الليل صوتا حزينا قلقا ينادي:
يا حبيب من تحبب إليه، ويا قرة عين من لاذ به وانقطع إليه. يا سيدي ومولاي.
أغلقت الملوك أبوابها وأوقفت عليها حجابها، وخلا كل حبيب بحبيبه، وقلوب العارفين تأبى إلا حبك والأنس بك، وإني قد جئتك في هذه الليلة من غير إدلال بعمل ولا استحقاق لموهبة.
وإني أسألك أن تتفضل علي ولا تحرمني في هذه الليلة طيب مناجاتك، وجزيل العطية من جزيل مجازاتك.
Sayfa 82