بسم الله الرحمن الرحيم

Sayfa 10

Sayfa 11

Sayfa 12

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم اعلم أرشدنا الله وإياك أنه واجب على كل مكلف أن يعلم أن الله عز وجل واحد في ملكه ، خلق العالم بأسرهم العلوي والسفلي ، والعرش والكرسي ، والسموات والأرض وما فيهما ، وما بينهما ، جميع الخلائق مقهورون بقدرته ، لا تتحرك ذرة إلا بإذنه ، ليس معه مدبر في الخلق ، ولا شريك في الملك ، حي قيوم (¬1) ، لا تأخذه سنة (¬2) ولا نوم ، عالم الغيب والشهادة (¬3) ، لا يخفى عليه شيء في الأرض ، ولا في السماء ، يعلم ما في البر والبحر ، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ، ولا حبة في ظلمات الأرض ، ولا رطب ، ولا يابس إلا في كتاب مبين ، أحاط بكل شيء علما ، وأحصى كل شيء عددا ، فعال لما يريد ، قادر على ما يشاء ، له الملك والغناء (¬4) ، وله العزة والبقاء ، وله الحكم والقضاء ، وله الحمد والثناء ، وله الأسماء الحسنى ، لا دافع لما قضى ، ولا مانع لما أعطى ، يفعل في ملكه ما يريد، ويحكم في خلقه بما يشاء ، لا يرجو ثوابا ، ولا يخاف عقابا ، ليس عليه حق ، ولا عليه حكم ، وكل نعمة منه فضل ، وكل نقمة (¬5) منه عدل ، لا يسأل عما يفعل ، وهم يسألون ، موجود قبل الخلق ، ليس له قبل ولا بعد ، ولا فوق ولا تحت، ولا يمين ولا شمال ، ولا خلف ولا أمام ، ولا كل ولا بعض ، ولا يقال متى كان ، ولا أين كان ، ولا كيف كان ، كون المكان ، ودبر الزمان ، ولا يتخصص بالمكان ، ولا يلحقه وهم ، ولا يكيفه عقل ، ولا يتخصص في الزمن ، ولا يتمثل في النفس ، ولا يتصور في الوهم ، ولا يتكيف في العقل ، ولا تلحقه الأوهام والأفكار ، ولا تحويه الجهات والأقطار (¬1) ، وليس كمثله شيء ، وهو السميع البصير ، نعم المولى (¬2) ونعم النصير (¬1) ، عرفه العارفون بأفعاله ، ونفوا التكييف عن جلاله / فكل ما خطر في الأوهام والأفكار فالله تعالى اب بخلافه .

... أما بعد ...

... ... فهذه وصية من الإمام الأعظم أبي حنيفة ، رحمه الله لأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين ، على مذهب أهل السنة والجماعة .

Sayfa 13

... لما مرض أبو حنيفة رضي الله عنه قال : اعلموا أصحابي وإخواني أن مذهب أهل السنة والجماعة على اثنتي عشرة خصلة (¬2) ، فمن كان يستقيم على هذه الخصال لا يكون مبتدعا (¬3) ، ولا صاحب هوى ، فعليكم بهذه الخصال حتى تكونوا في شفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة :

Sayfa 14