عَينُ رُودى لترىْ ما لم ترىْ ... ذلك البحرُ وذي أكمُ متى
كنتِ من قبل تخالين البرا ... قِبَل الغرب انتهت عند فُوىْ
ولك اليوم مناديحٌ بها ... فاسرحي فيها ترىْ ما لم ترىْ
يا نسيمَ الرّيح إنْ تمرُرْ بحيْ ... خَيْمُهمْ فوق الورى خِيمًا وحيْ
ولذاتِ اليْمنِ بلّغْ أنَّني ... إنْ تكُنْ سلمى فإِني بعض طيْ
أو تكُنْ حَجَرًا أكن يحيى لها ... أو تكن حُزوي أكُنْ غيْلان ميْ
ولهُمْ بلّغْ بأنَّا هاهنا ... نرتجُّ بين ابترخْ فاللُّوَىْ
بين أبناءِ دُلَيْمٍ لأنني ... نقتفي أحياَءهم حيًا فحيْ
نبتَغي أسْؤُرَ غاراتٍ لهمْ ... أسأروها من ذُوَيْدِ ابن تقي
يُرسِلُ البحرُ علينا ريحهُ ... ونداهُ كلّ صُبْح وعشيْ
ونرى الطيْرَ به نحسبها ... إبلًا ترعى بحمْضٍ ونصِيْ
لسْتُ أبغي بَدَلًا في بلدٍ ... بكِ يا ميمونةٌ ما دُمتُ حيْ
سوفَ يُدنى الأهلَ منَّا عاجِلًا ... فضْلُ ذي العرش بإِعمال المطِيْ
إنّ لله تعالى فرجًا ... لا يراهُ غيرُ ذي الكَرْبِ الشّجيْ
وله في سفره إلى أبناء دليم أيضا:
طال في أرْبُع القرارِ قرارِي ... ليتَ شِعْري ما لي وما للقرارِ
طال مُكْثي وإنما طال فيها ... باختيار المليكِ لا باختياري
لمْ أكن مُزْمعَ القدُوم إليْها ... بل رَمتني لها يدُ الأقدار
سئم القلبُ بَردها ونداها ... وخلاها البليل بالأسْحار