============================================================
الخاصة والعامة، وأطلق عليهن اسم "الغلاميات" كما يقول المسعودي في كتابه مروج الذهب".
ويقول الشابشتي في كتابه والديارات" : إن "عريبا المغنية كانت وصيفة للأمين، وكانت تلبس ملابس الغلمان، وتقف على رأسه، وتسقيه الخمر: وكان الفسق يتطور تطورا خطيرا حتى انتهى الأمر بالمحتسب في اللاذقية، وهو والي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى أن يجمع القحاب والغرباء من الفساق في حلقة كما يقول القفطي في أخبار الحكماء، وينادي على كل واحدة منهن، ويتزايد الفسقة فيهن لليلة الواحدة ثم يؤخذن إلى الفنادق التي يسكنها الغرباء، بعد أن تأخذ كل منهن خاتما يسمى "خاتم المطران" ليكون حجة بيدها من تعقب السوالي لها، وإذا وجد خاطىء مع خاطئة دون "خاتم المطران" وقب ويذكر الجاحظ في كتاب " المعلمين " أن الأمويين كانوا يسمحون بخروج النساء مع الجند، ولكن الخراسانيين وعلى رأسهم أبو مسلم منع هذه العادة، وخرج الأجناد مع الغلمان، فتولدت عادة اللواط بين العرب لا سيما في الجيوش ولقد بلغت الأحوال السياسية مبلغا مؤسفا في ذلك العهد، إذ أن الخليفة العربي - على الرغم من مظاهر الأبهة والجلال المحيطة به - كان في حقيقة أمره أداة في يد الفرس الذين جاءوا بالعباسيين بعد انقلاب قام به أبو مسلم الخراساني وعلى الرغم من المذبحة التي وجهها الرشيد نحو أعيان الفرس المتسلطين فقد بقي نفوذهم قويا، وإن كان قد اتخذ طريقا آخر ضد عقيدة الإسلام ذاتها، حيث تسلطت فلسفاتم الإلحادية، وأرغموا المأمون على استفتاء العلماء على القول بخلق القرآن، ولكنه كان استفتاء قهريا يراد به تقرير القول بخلق القرآن ومن ثم ينطلق المخطط نحو هدم قدسية القرآن، وإخضاعه للمشيئة الإنسانية شأنه شأن كل شيء خلق من أجل الإنسان .
لقد اشتدت هجمة الفرس على عقيدة الإسلام بقيادة قاضي القضاة أحمد
Sayfa 18