175

============================================================

زعمت أيها المفتون أنك إذا أردت الله تعالى بأعمال لم يضرك الفرح والرضى بالمدح، فإنا ندع ذكر عبادتك، فالله أعلم بحالك فيها، ونرجع إلى النظر فيما إبتدعت من القول.

رأى العلماء في المدح : ويحك أيها المستدرج : أما بلغك أن بعض أهل العلم قال : "من فرح بمدح فقد أمكن الشيطان من الدخول في بطنه" فهذا العالم قد ذمك بفرحك بالمدحة، ولم يذكر عبادتك التي زعمت أنك عليها، ولو عملت لغير الله، لكنت من رؤوس المرابين، فما ذكرك للعبادة ؟ ! وإنما استوجبت المقت بفرحك ورضاك بالمدحة، (فقد](1) علمت البرولم تعمل به فإنه بلغنا أن بعض أهل العلم قال : " إذا قيل لك نعم الرجل أنت، فأنت - والله بثس الرجل" ، وهذا العالم لم يذكر عبادتك، وقد أقسم بالله أنك بئس الرجل إذا كانت المدحة أحب إليك من المذمة فأنظر أيها المغرور : هل تجد نفسك [أهلا](2) للمدحة والتعظيم، وترضى به ؟ وهل تأنس بالمادح وإن كان مفرطا في مدحك ؟ وهل تكره المذمة وإن كانت حقا ؟ وهل تغضب على الذام وإن كان صادقا؟ فإن كنت كذلك فأنت بثس الرجلين وإن أكثرت من العبادة، فإن نفسك من أنفس المحبين للمدحة والتعظيم، بل أنت أعظم جرما ممن يجب المدحة، ويقر بالاساءة، ويمترف بذنبه، فهو أرجى للأمانة والعفو منك، إذ تزعم أن رضاك وسرورك بالمدحة لا يضرك أيها المغرور وقد بلغني حديث لم أتقن إسناده، إن صح ذلك فإن فيه بوارك. بلغنا أن رجلا أثن على رجل خيرا عند رسول الله ، فقال رسول الله : (1) ما بين المعقوفتين : سقطت من الأصول (1) ما بين المعقرفتين: سقطت من ب

Sayfa 175