أدبية معشر شرفت أصولا
وسادت بين أقلام وكتب
ولا ندري ما إذا اجتمعت الشاعرتان بعد هذه المراسلة يوم جاءت وردة اليازجي مصر سنة 1899م قبل وفاة عائشة تيمور بثلاثة أعوام. ففي أبيات الحنين إلى مصر لهجة صادقة، رغم أن موضوع الأبيات من الموضوعات التي تتطلب المجاملة لا سيما في ذلك العصر؛ حيث لم يكن الصدق غرض الشاعر، وكان يندر من الكتاب الذي يعنى بأمانة التفكير والتعبير.
أقول: «في ذلك العصر»؛ مع تمام العلم بأن أكثر ما يتهاداه الأدباء والشعراء في أيامنا من هذا النوع وإن صار بعضهم أحرص على كرامة آرائهم وإحساساتهم. (ب) ورود المودة والشوق
قالت اليازجية للتيمورية:
علمتني قول النسيب، وهجت بي
ما هاج حب بثينة بجميل
إلا أني أشك في أن التيمورية وحدها هاجت عند «وردة العرب» ما هاج حب بثينة بجميل. وأرجح أنها ككل قلب حساس تعلمت ذلك القول في احتياجها إليه، لأن الحب لغة طبيعية لا بد أن تستوفي حقها من الوجود بصورة من الصور. وقد كتبت في المودة والشوق أبياتا قلائل إلا أنها تستمد من عاطفة تملأ القلب رغم التقيد في التعبير عنها بالمعاني والاستعارات المألوفة. ففي معارضتها لقصيدة ابن زريق البغدادي حيث تجد ما لا مندوحة عنه من جريان «الأدمع كغوادي السحب» و«ذوب الأضلع من الأشواق»، إذا بنا نعثر على هذا البيت البسيط الصادق حيث نعلم أن القلب المحب:
ما زال يصبو إلى ربع أقام به
قلب له ساقه شوق يشيعه
Bilinmeyen sayfa