Unutulan Krallıkların Mirasçıları: Orta Doğu'da Solan Dinler
ورثة الممالك المنسية: ديانات آفلة في الشرق الأوسط
Türler
بالإضافة إلى ذلك، حدث بيني معرفتي بتاريخ السامريين. فعائلته كانت تمتلك تاريخا طويلا من الشعراء والرواد. فجده الأكبر غادر نابلس عام 1905 وأسس مجتمعا ثانيا من السامريين في يافا. كانت يافا مدينة ساحلية تضم الكثير من الجنسيات وبها طائفة يهودية كبيرة، مقارنة ببعد نابلس واتجاهها المحافظ، ووفرت فرص عمل أكثر تنوعا. وكان هناك أيضا المزيد من شركاء الحياة المحتملين في هذه المدينة حيث كان يعيش الكثير من اليهود. وبسبب تقلص عدد العرائس السامريات المتاحات - لأسباب لم تحدد بشكل قاطع، كانت الطائفة تعاني لعدة أجيال من نقص عدد المواليد الإناث - قرر ابنه يفيت إتيان أحد المحرمات القديمة وهو: الزواج من امرأة يهودية. (كان من أقنع يفيت بذلك هو رئيس إسرائيل المستقبلي، إسحاق بن تسفي، الذي كان قد أصبح مهتما بالسامريين عندما التقى والد يفيت الذي خاطبه بالعبرية القديمة.)
نجح يفيت رغم كل الصعاب. وتزوج امرأة يهودية من روسيا اسمها ميريام. كان بيني حفيدهما. وأثناء جلوسه على أريكة غرفة معيشته بينما كانت زوجته تحضر العشاء، أشار بفخر إلى رأسه ذي الشعر الأبيض المجعد بشدة الشبيه برأس أينشتاين - الذي ورثه من الجانب الروسي من عائلته، على حد قوله. وقال لي : «إذا سألتني، فهذا يجعلني أيضا أكثر هدوءا»، وأظن أنه كان يقصد أكثر صبرا. لكن لماذا كان لدى السامريين قاعدة تمنع الزواج من خارج طائفتهم؟ كان أحد الأسباب هو حمايتهم من التورط مع طوائف أقوى. ففي الشريعة الإسلامية (والتقاليد السامرية أيضا) يأخذ أطفال الزوجين ديانة الأب. والمرأة التي تتزوج من خارج طائفتها تأخذ معها أطفالها المستقبليين أيضا، وتحرم رجلا أو آخر في تلك الطائفة من عروس محتملة. لذلك حاولت (وتحاول) الطوائف في الشرق الأوسط أن تمنع نساءها من الزواج من رجال من ديانات أخرى؛ باستخدام العنف في بعض الأحيان. وحتى وقت قريب، كان من شأن استفزاز طائفة أخرى من خلال زواج الرجل السامري، وهو عضو أصغر أقلية في المنطقة، من إحدى نسائها؛ أن يعرض جميع السامريين للخطر. وكان من شأن زواج امرأة سامرية من خارج طائفتها أن يعني ببساطة أن الطائفة سوف تتضاءل. ويضمن الحظر المفروض على الزواج من آخرين بقاء ثقافة السامريين وسلالتهم، وعدم تأثرهم بالثقافات الأوسع نطاقا التي تحيط بهم. بالإضافة إلى ذلك، يقدر السامريون سلسلة نسبهم باعتبارها رابطا وثيقا بأسلافهم التوراتيين.
سألت بيني عما حدث لجدته. قال إن السابقة لم تمر دون إثارة بعض الجدل والخلاف. «فالشيوخ لم يعترفوا بها في البداية.» أكمل ضاحكا: «لكنهم قبلوها بعد أن أنجبت ست بنات.» فقد كانت البنات أكثر ما يحتاج إليه السامريون. وأصبح الزواج المختلط أكثر شيوعا بين السامريين في يافا على وجه الخصوص. فقد تزوج بيني ذاته من يهودية من أصل روماني كانت قد قبلت عادات السامريين الخاصة عندما تزوجته. قال بيني: «من العنصري بعض الشيء أن تسأل عن أصلك: «هل أنت يهودي أم مسيحي؟» لقد تغيرت لتنضم إلينا. وأصبحت إسرائيلية مثلنا.» أكمل حديثه قائلا إن في هذه الأيام، كان نحو خمس وعشرين بالمائة من زيجات المجتمع بين رجال سامريين ونساء غير سامريات، معظمهن يهوديات. بعضهن كن من أوروبا الشرقية. وجاءت اثنتان من عائلات مسلمة في آسيا الوسطى.
فيلم وثائقي عن السامريين أجريت في مقابلة مع امرأتين أوكرانيتين تزوجتا من رجلين سامريين - ويبدو أنهما تكيفتا جيدا مع الحياة في مجتمعهما الجديد - وأجريت فيه أيضا مقابلة مع أحد أفراد الأسرة الكهنوتية الذي لم يعجبه هذا التوجه الجديد. وقال: «عندما نتبنى نساء أجنبيات وندخلهن في أمتنا، فهذا يجعلني أشعر بالخوف على المستقبل، وبالخوف من ألا نكون قادرين على السيطرة عليهن. فأمتنا، التي احتفظت على مدى 3642 عاما بتقاليدها وعاداتها الفريدة، يجب أن تستمر في الاحتفاظ بها في المستقبل، وإلا ستنزلق إلى هاوية الفوضى.»
في الوقت ذاته، تعتبر الزيجات بين النساء السامريات والرجال غير السامريين من الأمور المحرمة أشد التحريم. تناول فيلم وثائقي ثان، أنتج عام 2008، معاناة امرأة سامرية، هي صوفي تسادكا، التي نبذتها الطائفة لرفضها قواعدها وزواجها من رجل يهودي. (وهي ممثلة بارزة في التلفزيون الإسرائيلي.) في إحدى المقابلات، لم يظهر الرجال السامريون أي تعاطف معها. وعلق أحدهم أنه لو كانت أخته تنوي الزواج من خارج الديانة وترك عقيدتها: «سأقول حسنا ... ولكن عندما تخلد للنوم في الليل، ستنتهي حياتها. مثلما تذبح الشاة.» لا يوجد دليل على أن أي امرأة سامرية قد قتلت بالفعل لهذا السبب، لكن هذه السلوكيات القاسية هي التي حمت الطائفة من الاندماج في طائفة أخرى على مر القرون؛ إنها الجانب المظلم من الدفء والروح الجماعية التي أظهرها السامريون والتي افتقدتها صوفي بوضوح في الفيلم الوثائقي.
يتسم السامريون بأنهم تقليديون صارمون - ولو لم يكونوا كذلك، لما ظلوا موجودين - لكن بيني، مثل جده، كان يبحث عن طرق جديدة لتفسير التقاليد القديمة لعقيدته. وكان من ضمن أفكاره نشر رسالة السامريين وطريقة حياتهم حتى يتمكن غير السامريين من تقليدها. وفي عام 1864، نشر جون ميلز مجموعة من الجداول التي كان كاهن سامري قد أرسلها منذ عدة عقود إلى الطائفة في إنجلترا. كانت نسخة سامرية من أسطورة الأسباط المفقودة، وتتسم بالقدر نفسه من البؤس. قال ميلز إنه أضاف المخطط من أجل الأهمية التاريخية؛ «لأنه، على الأرجح، الوثيقة الأخيرة من نوعها التي سيعدها كاهن سامري على الإطلاق.» وكم كان مخطئا. فبيني الآن يعد مخططات مماثلة ويرسلها حول العالم إلى الأشخاص الذين يريدون اتباع أسلوب حياة السامريين. «إنها ظاهرة جديدة للأشخاص الراغبين في الانضمام إلى الطائفة؛ عزابا، وعائلات، وقبائل. فأنا على اتصال بالآلاف منهم عبر الإنترنت. لكني لا أومن بضم الآلاف على الفور. لذا نقبل عائلة واحدة تلو أخرى. فهم يريدون العيش وفقا للتوراة. ويرسلون لي الكثير من الأسئلة وأرسل لهم كتبا. ويجدون الأمر مثيرا. فهم من جميع أنحاء العالم؛ الهند، الاتحاد السوفييتي السابق، أوروبا، أمريكا، أستراليا، البرازيل. وبعضهم من اليهود.»
أدركت أن الرسالة الإلكترونية الجماعية من بيني كانت توجيها لأولئك الذين يتطلعون إلى انتهاج أسلوب حياة السامريين. وتوضح رسائل البريد الإلكتروني هذه أي من قراءات من التوراة السامري يتوافق مع أي تواريخ سبت في التقويم، وتوضح أيضا تواريخ الاحتفال بالأعياد السبعة للسنة السامرية. تشمل هذه الأعياد الشبوعوت، عندما يحج السامريون حول أماكنهم المقدسة على جبل جرزيم (على سبيل المثال، الأماكن التي يعتقدون أن آدم، وإسحاق، ونوحا قد قدموا فيها قرابين لله)؛ وصيام يوم كيبور (يوم الغفران)، حيث تستمر صلاة السامريين لمدة أربع وعشرين ساعة دون انقطاع؛ وعيد سوكوت (عيد العرش)، وهو عيد للحصاد يحتفل به السامريون بتزيين منازلهم بالفاكهة (على عكس اليهود، الذين يبنون ظلة في الهواء الطلق، يحتفل السامريون بالسوكوت بالكامل داخل بيوتهم). قد تحتوي غرفة المعيشة لعائلة سامرية عالية الهمة بشكل خاص على رمان، وتفاح، وليمون، بأحجام كبيرة، بالإضافة إلى ما قد يصل إلى نصف طن من الفاكهة التي تتدلى من السقف فوق رءوس المحتفلين بالعيد، بعد ربطها بسعف النخيل وأغصان الصفصاف. يجلس السامريون تحت هذه الكمية الكبيرة من الفاكهة، يشربون الجعة المصنوعة في المنزل ويأكلون الكعك واللوز المنقوع في الماء.
جاء بالفعل عدد قليل جدا من متابعي بيني عبر الإنترنت للعيش في القرية. «لا يتعين عليهم الانضمام بأنفسهم. يمكنك أن تعيش حياة سامرية في المنزل. وإذا أرسلوا ممثلا، فإنني أستضيفه. فالناس يبحثون دائما عن شيء يمنعهم من الشعور بالملل. ولكن من دواعي اعتزازنا أن يعتبرنا الناس من أهل الحق.» وبقدر ما أعلم، فقد احتل بيني مكانة فريدة في طائفته المكونة من 750 شخصا فقط. لكن عندما سألته من الذي سينشر الصحيفة، ويحضر المؤتمرات، ويبحث في تاريخ السامريين عند رحيله، ابتسم وقال: «عندنا مثل يقول: يخلق الله بديلا في كل جيل. أظن أنهم سيعثرون على مجنون مثلي في كل جيل.»
حتى الآن، جاءت عائلة واحدة كان بيني قد راسلها لتعيش في اللوز. كانوا أمريكيين، وكانوا في السابق يعتنقون المسيحية. زار أحد أفراد العائلة، يدعى ماثيو، بيني أثناء وجودي هناك، وأتيحت لي فرصة التحدث معه. قال لي ماثيو: «كان اهتمام والدتي بالعهد القديم يتزايد باطراد.» تساءلت والدته، شارون، عن سبب عدم التزام المسيحيين بالشريعة اليهودية؛ وبسبب رغبتها في الالتزام بها على نحو أوثق، وأثناء بحثها على الإنترنت عن المعلومات، صادفت اسم بيني. «منذ ست إلى ثماني سنوات زارنا بيني، وبدأنا ببطء في فعل كل ما يفعله السامريون. بدءا من فصل النساء أثناء مدة الحيض، إلى عدم الخروج من الحي يوم السبت، وما إلى ذلك. ودعا رئيس الكهنة المسن شارون للمجيء إلى الطائفة والانضمام إليها؛ لذلك بحثت عن برامج دراسات دينية وقبلت في الجامعة العبرية.»
بعد ثماني سنوات من أول لقاء مع السامريين، كان ماثيو في منزل بيني يستعد لقربان عيد الفصح. لم يواصل أفراد عائلته الآخرون المسيرة؛ فقد حاد إخوة ماثيو عن الطريق بعد أن سئموا من الحاجة إلى حضور الصلوات المنتظمة في الكنيس، وانتقلت شارون إلى القدس. وعلى الرغم من ذلك، دعي ماثيو، قبل عامين من زيارتي، للانضمام إلى احتفال الطائفة بعيد الفصح ولتناول لحم الحملان التي قدمت قرابين، وكان هذا يعتبر من أسمى علامات القبول. قال: «تعيش العائلات معا، وهذا ما أحبه في الطائفة.» ومن الناحية العملية، سيساعده بقاؤه بين السامريين في تعلم اللغتين العبرية والعربية، وهو ما لم يفعله بعد، لكنه خطط للاضطلاع بتلك المهمة، ثم دراسة الأعمال التجارية والاستقرار بشكل دائم في الحي الآخر للطائفة، في تل أبيب، بوصفه أول سامري أمريكي. (في العام التالي، سمعت أنه تخلى عن هذه الخطة وعاد إلى أمريكا. منذ ذلك الحين لم يحذ أي غريب آخر حذوه بالقدوم للعيش في القرية.)
Bilinmeyen sayfa