Warathat al-Anbiya (The Inheritors of the Prophets)
ورثة الأنبياء
Yayıncı
دار القاسم
Türler
فقال: ابن إحدى عشرة سنة (١).
وقد حفظ ﵀ القرآن وهو ابن سبع سنين، وحفظ الموطأ وهو ابن عشر سنين (٢).
ومما يقرح الكبد ويدمي العين أن نرى شباب الأمة في مثل هذه السن لا يطلبون علمًا ولا يحسنون أدبًا. نعم أحد عشر عامًا كان عمر الإمام البخاري حين صحح إسناد حديث الرسول ﷺ. فأين أبناء المسلمين اليوم؟ !
روى الإمام النووي ﵀ في مناقب الإمام الشافعي ﵀ قوله: ومن ذلك أنه تصدر في عصر الأئمة المبرزين للإفتاء والتدريس والتصنيف، وقد أمره بذلك شيخه أبو خالد مسلم بن خالد الزنجي، إمام أهل مكة ومفتيها - وقتذاك - وقال له: أفت يا أبا عبد الله؛ فقد والله آن لك أن تفتي. وكان الشافعي إذ ذاك له خمس عشرة سنة (٣).
ولابد لطالب العلم أن لا يفرق بين شيخ مشهور وآخر خامل غير معروف، بل يأخذ من الجميع.
قال الغزالي: فالاستنكاف عن الاستفادة إلا من المرموقين المشهورين هو عين الحماقة، فإن العلم سبب النجاة والسعادة، ومن يطلب
مهربًا من سبع ضار يفترسه لم يفرق بين أن يرشده إلى الهرب
مشهور أو خامل. فقد قال ﷺ: «الحكمة ضالة المؤمن، حيثما وجد المؤمن ضالته فليجمعها إليه» وفي رواية أخرى عند الترمذي: «الكلمة
_________
(١) مقدمة الفتح ص ٤٧٨، مقدمة القسطلاني ١/ ٢٧.
(٢) صفة الصفوة ٢/ ٢٥٠.
(٣) تهذيب الأسماء واللغات للنووي ١/ ٥٠.
1 / 38