Warathat al-Anbiya (The Inheritors of the Prophets)
ورثة الأنبياء
Yayıncı
دار القاسم
Türler
الذين أوتوا العلم على الذين آمنوا درجات، فمن جمع بين الإيمان والعلم رفعه الله بإيمانه درجات، ثم رفعه بعلمه درجات (١).
ولاشك أن ذلك من فضل الله وإحسانه ومنه وعطائه ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَّشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ (٢).
ولاختلاف تلك المنازل والدرجات فإن الله ﷿ نفى التسوية بين أهل العلم والعوام، فقال عز من قائل عليمًا: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ (٣).
وعن المنزلة الرفيعة والمكانة العلية لأئمة الهدى ومصابيح الدجى قال ابن عباس ﵁: للعلماء درجات فوق المؤمنين بسبعمائة درجة، ما بين الدرجتين مسيرة خمسمائة عام (٤).
وقدم جل وعلا العلم قبل العمل؛ لأن العلم هو الدليل الذي يهدي إلى المراد، فقال ﵎: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (٥).
وروي عن زيد بن أسلم ﵁ في تفسير قوله تعالى: ﴿نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ﴾ (٦)، قال: بالعلم؛ لأن الله لم يأمر نبيه ﷺ بطلب الازدياد من شيء إلا من العلم (٧).
_________
(١) فتح القدير ٥/ ٢٣٢.
(٢) سورة الحديد، الآية: ٢١.
(٣) سورة الزمر، الآية: ٩.
(٤) الإحياء ١/ ١٥.
(٥) سورة محمد، الآية: ١٩.
(٦) سورة الأنعام، الآية: ٣٨.
(٧) فتح الباري ١/ ١٤١.
1 / 6