88

فقالوا له: انصرف! أين تذهب! فأبى عليهم.

وتدافع الفريقان فاضطربوا بالسياط، ومضى الحسين [(عليه السلام)] على وجهه.

فنادوه: يا حسين! ألا تتقي الله! تخرج من الجماعة وتفرق بين هذه الامة! فتأول حسين [(عليه السلام)] قول الله عز وجل: «لي عملي ولكم عملكم، أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون» (1) و(2)

قال علي بن الحسين بن علي [(عليه السلام)]: لما خرجنا من مكة كتب عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب (3) إلى الحسين بن علي [(عليه السلام)] مع ابنيه:

عون ومحمد (4):

«أما بعد، فاني أسألك بالله لما انصرفت حين تنظر في كتابي، فاني مشفق عليك من الوجه الذي تتوجه له أن يكون فيه هلاكك واستئصال أهل بيتك، إن هلكت اليوم طفئ نور الأرض، فانك علم المهتدين ورجاء المؤمنين، فلا تعجل بالسير، فاني في أثر الكتاب؛ والسلام».

Sayfa 154