446

(*) وحمزة الخير ومنا جعفر * له جناح في الجنان أخضر (1) ذا أسد الله وفيه مفخر * هذا وهذا وابن هند مجحر مذبذب مطرد مؤخر فاستقبله بسر قريبا من التل وهو مقنع في الحديد لا يعرف، فناداه: ابرز إلى أبا حسن.

فانحدر إليه على تؤدة غير مكترث، حتى إذا قار به طعنه وهو دارع، فألقاه على الأرض، ومنع الدرع السنان أن يصل إليه، فاتقاه بسر [ بعورته ] وقصد أن يكشفها يستدفع بأسه، فانصرف عنه على عليه السلام مستدبرا له، فعرفه الأشتر حين سقط فقال: يا أمير المؤمنين، هذا بسر بن أرطاة، عدو الله وعدوك.

فقال: دعه عليه لعنة الله، أبعد أن فعلها.

فحمل ابن عم لبسر شاب على على عليه السلام وهو يقول: أرديت بسرا والغلام ثائره * أرديت شيخا غاب عنه ناصره وكلنا حام لبسر واتره فحمل عليه الأشتر وهو يقول: أكل يوم رجل شيخ شاغره * وعورة وسط العجاج ظاهره تبرزها طعنة كف واتره * عمرو وبسر رميا بالفاقره (2) فطعنه الأشتر فكسر صلبه، وقام بسر من طعنة على [ موليا ] وولت خيله، وناده على: يا بسر، معاوية كان أحق بهذا منك (3).

فرجع بسر إلى

__________

(1) هو جعفر بن أبى طالب، أخو على عليه السلام، وكان جعفر أسن من على بعشر

سنين.

وكان مصرعه يوم مؤتة في الثامنة من الهجرة، وكان قد حمل لواء المسلمين زيد بن حارثة فقتل، فحمله جعفر بيمينه فقطعت، ثم بشماله فقطعت، فاحتضنها بعضديه فقتل وخر شهيدا.

ويسمى جعفر " ذا الجناحين " و " ذا الهجرتين ".

انظر الإصابة، وكتب المغازى، والحيوان (3: 233).

(2) الفاقرة: الداهية تكسر فقار الظهر.

ح: " منيا بالفاقرة ".

(3) ح (2: 301): " بها منك ".

Sayfa 461