Sıffin Muharebesi
وقعة صفين
فضحك عمار وقال: هل يسرك ذلك ؟ قال: قلت نعم.
قال أبو نوح: أخبرني [ الساعة ] عمرو ابن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه يقول: " عمار يقتله الفئة الباغية ".
قال عمار: أقررته بذلك ؟ قال: نعم أقررته فأقر.
فقال عمار: صدق، وليضرنه ما سمع ولا ينفعه.
ثم قال أبو نوح لعمار - ونحن اثنا عشر رجلا -: فإنه يريد أن يلقاك.
فقال عمار لأصحابه: اركبوا.
فركبوا وساروا ثم بعثنا إليهم فارسا من عبد القيس يسمى عوف بن بشر، فذهب حتى كان قريبا من القوم، ثم نادى: أين عمرو ابن العاص ؟ قالوا (1): هاهنا.
فأخبره بمكان عمار وخيله.
قال عمرو: قل له فليسر إلينا.
قال عوف: إنه يخاف غدراتك.
فقال له عمرو: ما أجرأك على وأنت على هذه الحال ! فقال له عوف: جرأنى عليك بصيرتي فيك وفي أصحابك، فإن شئت نابذتك [ الآن ] على سواء، وإن شئت التقيت أنت وخصماؤك، وأنت كنت غادرا (2).
فقال له عمرو: ألا أبعث إليك بفارس يواقفك ؟ فقال له عوف: ما أنا بالمستوحش، فابعث بأشقى أصحابك.
قال عمرو: فأيكم يسير إليه ؟ فسار إليه أبو الأعور، فلما تواقفا تعارفا فقال عوف لأبى الأعور: إنى لأعرف الجسد وأنكر القلب، إنى لا أراك مؤمنا، وإنك لمن أهل النار.
فقال أبو الأعور: لقد أعطيت لسانا يكبك الله به على وجهك في نار جهنم.
فقال عوف: كلا والله إنى أتكلم أنا بالحق، وتكلم أنت بالباطل، وإنى
__________
(1) في الأصل: " قال " صوابه في ح.
(2) الكلام بعد لفظة " سواء " إلى هنا لم يرد في ح.
Sayfa 336