Sıffin Muharebesi
وقعة صفين
(*) عن عبد الله بن شريك قال: خرج حجر بن عدى، وعمرو بن الحمق، يظهران البراءة واللعن من أهل الشام، فأرسل إليهما على: أن كفا عما يبلغني عنكما فأتياه فقالا: يا أمير المؤمنين، ألسنا محقين ؟ قال: بلى.
[ قالا: أو ليسوا
مبطلين ؟ قال: بلى ].
قالا: فلم منعتنا من شتمهم ؟ قال: " كرهت لكم أن تكونوا لعانين شتامين، تشتمون وتتبرءون.
ولكن لو وصفتم مساوى أعمالهم فقلتم: من سيرتهم كذا وكذا، ومن عملهم كذا وكذا، كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر.
و [ لو (1) ] قلتم مكان لعنكم إياهم وبراءتكم منهم: اللهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم، حتى يعرف الحق منهم من جهله، ويرعوى عن الغى والعدوان من لهج به، كان هذا أحب إلى وخيرا لكم ".
فقالا: يا أمير المؤمنين، نقبل عظتك، ونتأدب بأدبك.
وقال عمرو بن الحمق: إنى والله يا أمير المؤمنين ما أجبتك ولا بايعتك على قرابة بينى وبينك، ولا إرادة مال تؤتينيه، ولا التماس سلطان يرفع ذكرى به، ولكن أجبتك لخصال خمس: أنك ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله، وأول من آمن به، وزوج سيدة نساء الأمة فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله، وأبو الذرية التى بقيت فينا من رسول الله صلى الله عليه وآله، وأعظم رجل من المهاجرين سهما في الجهاد.
فلو أنى كلفت نقل الجبال الرواسى، ونزح (2) البحور الطوامى حتى يأتي على يومى في أمر أقوى به وليك وأوهن به عدوك، ما رأيت أنى قد أديت فيه كل الذى يحق على من حقك.
فقال أمير المؤمنين على: اللهم نور قلبه بالتقى، واهده إلى صراط
__________
(1) ليست في الأصل ولا في ح، وبها يلتئم الكلام.
(2) في الأصل: " وأنزح " صوابه في ح (1: 281).
Sayfa 103