286

Vahiy ve Gerçeklik: İçerik Analizi

الوحي والواقع: تحليل المضمون

Türler

ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها .

لقد استطاعت اليابان تحويل مفهوم التقدم الروحي الأخلاقي في البوذية إلى تقدم علمي وصناعي، وحولت المحور الرأسي للتقدم، التقدم إلى أعلى أو التقدم إلى الداخل، إلى أعماق النفس، إلى محور أفقي إلى الأمام، من أجل تأصيل نهضتها المعاصرة في موروثها الثقافي القديم. كما استطاعت توسيع مفهوم التقدم الفردي إلى تقدم جماعي لأمة.

أما نحن العرب والمسلمين فلم نؤصل مفهوم التقدم في تراثنا القديم بالرغم من أنهما مرتبتان حركيتان في المقدمات النظرية لعلم العقائد، التقدم بالرتبة وبالشرف. وأخذنا التقدم بالمفهوم الغربي إما بمعنى النمو الاقتصادي أو بمعنى التنمية البشرية الشاملة. وحاولنا القيام بالأول أكثر من الثاني لأنه أصعب. فمن السهل تنمية الموارد بوضع خطط للتنمية. ومن الصعب تنمية البشر بمكوناتهم التاريخية الموروثة. لذلك سرعان ما انهار التخطيط. وابتلعت الزيادة السكانية كل معدلات التنمية، بالإضافة إلى التبذير، وهدر الإمكانيات. كانت التنمية مركزية بفعل الدولة ودون مشاركة شعبية كبيرة أو رقابة، ودون إحساس من الناس بأن عائدها لهم. فإذا قامت محاولات تنموية جديدة فالأجدر أن تبدأ بإعادة صياغة مفاهيم التقدم والتأخر في الثقافة الموروثة حتى تتأصل مشاريع التنمية في الثقافة الشعبية، وتكون نابعة من الناس، من تاريخهم تحقيقا لمصالح حاضرهم وأملهم في المستقبل. (6) التخلف والقعود

ليس التخلف فقط في مقابل التقدم كما هو الحال عند المعاصرين بل هو أيضا في القرآن الكريم تخلف عن الجهاد وقتال العدو وقعود عنه كما هو الحال في ترك الفلسطينيين يقاومون الاحتلال وحدهم دون مساندتهم من الإخوة في العروبة والإسلام في دول الجوار القريب أو البعيد. ليس التخلف فقط هو المعنى الاقتصادي بل أيضا المعنى السياسي. المتخلف اقتصاديا من لا يطعم نفسه ويعيش على المعونة الخارجية، والمتخلف سياسيا هو من لا يستطيع أن يقاوم ويحرر نفسه.

المتخلف عن القتال تضيق عليه الأرض بما رحبت كما حدث للثلاثة الذين تخلفوا عن القتال أيام الرسول،

وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت . يشعر بالذلة والمهانة. يسير مطأطئ الرأس، منحني الظهر، مطبق الجفنين من الإحساس بالعار والانكسار.

ولا يجوز لمن يقول إنه مسلم يتبع الرسول أن يتخلف عنه،

ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله . والعرب أهل قتال وحرب في الجاهلية من أجل العصبية والعدوان وهم كذلك في الإسلام دفاعا عن المظلوم والمستضعف. وتسمع في المساجد كل أسبوع ضرورة الاقتداء بالرسول. يفهم بعض المسلمين الأفارقة الاقتداء في تعدد الزوجات لإيجاد شرعية للعادة الأفريقية. وفي الطرق الصوفية وصل الإصرار على الاقتداء إلى حد التأليه في «الحقيقة المحمدية»، وفي الأدعية «أغثنا يا رسول الله»، «أعنا يا رسول الله». مع أن الاقتداء به لشعب محتل هو التحرر وجهاد العدو.

وكيف يفرح المتخلفون عن الرسول في الجهاد ،

فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله

Bilinmeyen sayfa