ومنذ تلك اللحظة بدأت أفهم كيف تلصق التهم بالنوابغ زورا وبهتانا. •••
أنا أبغض الإعلان عن إيماني بغضا شديدا، لأني أخشى أن يحسب فريق من بني آدم أني أتزلف إليهم، أخشي أن يحسب المتجرون بالدين أني أحب أن أقاسمهم ما يربحون من خسران!
ولكن ماذا أصنع وصاحب هذه المجلة يخدعه حسن الظن فيثق بإيماني ويدعوني لكتابة كلمة عن سيدنا رسول الله بمناسبة المولد الشريف؟
أعترف كارها بأني مؤمن، وفي سبيلك يا رسول الله أسجل هذا الاعتراف.
ولكن ما هي الشمائل التي تصلني بسيدنا رسول الله؟
إن هذا الرجل عظيم في كل نواحيه، ولكن في شمائله ناحية منسية هي الصبر الجميل.
وخلة الصبر في سيدنا رسول الله أنقذتني من الموت نحو عشرين مرة فقد كانت تمر بي أزمات أعاني فيها من لؤم الناس ما يشوقني إلى الموت، كنت أتسامى إلى الخير ويصدني عنه ما عند الناس من عقوق، كنت أطمح إلى البر ويصرفني عنه ما عند الناس من وجحود، كنت شيخا كسائر المشايخ لا يقدم كلمة النصح إلا لمن يقبل يمناه كنت مخلوقا صغيرا لا يتعب في سبيل الخير إلا إن ضمن الجزاء.
ثم هداني سيدنا رسول الله.
نعم هداني سيدنا رسول الله.
فبفضله عرفت أن الشر عنصر أصيل في حياة الإنسانية، ولو لم يكن الأمر كذلك لما جاز لهذا الروح الطاهر النبيل أن يقضي حياته كلها في هموم وكروب وأحزان؟
Bilinmeyen sayfa