أولا:
كان التعليم في العراق باللغة التركية إلى عهد قريب، وكان من أثر ذلك أن أصبح أكثر الرجال المثقفين لا يملكون القدرة على الإنشاء والتأليف باللغة العربية كما يملكون ذلك باللغة التركية، فهم في أنفسهم أدباء ومفكرون، ولكنهم يعجزون عن تغذية النهضة الأدبية، وهذا العائق لن يدوم لأن الجيل الحديث يتعلم باللغة العربية.
ثانيا:
شغلكم النضال السياسي عن الأدب فضعف النشر والتأليف.
ثالثا:
وزارة المعارف عندكم مشغولة بإعداد المدرسين، ويمنعني الذوق من التصريح بأنها مصروفة عن إعداد الأدباء والمؤلفين، ولعلها تعدل منهاجها بما يجمع بين المزيتين.
أما الوسائل التي تعين على تقوية النهضة الأدبية في العراق فكثيرة وميسورة.
ويحسن النص بوضوح على وجوب الإكثار من البعثات إلى القاهرة فإن القاهرة تؤدي في العصر الحديث ما كانت تؤديه بغداد في العصر العباسي، وهذه البعثات المنشودة يجب أن تكون تحت رعاية رجل مسئول، فالقاهرة مدينة كبيرة، وفيها عيوب المدائن الكبيرة، والمحاسن الحقيقة في القاهرة تحتاج إلى دليل ، ولو استطاع الشاب العراقي أن يعيش في القاهرة عيش الموفقين لكان في مقدوره أن ينفع وطنه أجزل النفع حين يعود.
فما الذي يمنع من أن يكون لكم في القاهرة دائرة تسمى البعثة العراقية، ما الذي يمنع أن يكون لكم في القاهرة خمسون أو ستون يتخصصون في الدراسات الأدبية ليعودوا فينشئوا في بغداد مدرسة مثل دار العلوم أو معهدا مثل كلية الآداب؟
إن هذه البعثات التي أنشدها ستنفع العراق من ناحيتين.
Bilinmeyen sayfa