ستعود أذناي إلى الأنغام الفرنسية التي يجود بها ذلك الفم المعسول. سيعود لساني إلى الانطلاق بلغة أناطول فرانس في حضرة المسيو دي كومنين.
سأسهر مع المسيو دي كومنين في سنتريس، ولكن كيف وقد مات أبي؟ إن موتك يا أبتاه حرمني لذة الشوق إلى الأعياد والأفراح، فاشهد عند ربك أنني من الأوفياء.
الفصل الحادي والثلاثون
غرام «مي» بالرافعي
قالت مجلة المكشوف:
كان الدكتور زكي مبارك قد صرح لأحد الأدباء في بغداد أن لا صحة البتة لما زعمه الأستاذ محمد سعيد العريان من غرام الرافعي بمي، وكان من المنتظر أن يؤيد الدكتور مبارك تصريحه هذا بوقائع صريحة تنفي هذا الغرام الذي شككنا فيه منذ اللحظة الأولى لأسباب لا مجال للتبسط فيها الآن.
ولكن الدكتور مبارك آثر البقاء على الحياد في هذه المعركة، مع أنه اعتاد خوض معارك أقل شأنا من هذه، وكم كان خروجه عن هذا الحياد مفيدا لو عرف.
إلا أننا قرأنا في عدد «الرسالة » الأخير كلمة الدكتور مبارك حول ما ينشره الأستاذ العريان عن خصومات الرافعي استطرد فيها الكاتب إلى ذكر «فلانة» - أي مي - فقال: «وقد آذاني ما كتبه (والضمير عائد إلى الأستاذ العريان) عن «فلانة» التي جلست معي جنبا إلى جنب أربع سنين في الجامعة المصرية، وعرفت من شؤونها ما لا يعرف».
ووقف الدكتور مبارك عند هذا الحد من كلامه عن «مي» وعلاقة الرافعي الغرامية بها، فهل يعني ذلك أن الأستاذ العريان تخيل هذه العلاقة، أم يعني أن هذه العلاقة قامت بين الرافعي ومي على غير الشكل الذي يصفها فيه الأستاذ العريان؟
أما الأوساط الأدبية التي تتبعت فصول الأستاذ العريان فتطالب الدكتور مبارك بإفصاح عن فكره، لأن ما كتبه حول هذه المسألة غامض، ولا يفيد شيئا، ولعله يغتنم هذه الفرصة لبسط ما يعرفه من شؤون «مي» فيلقي نورا جديدا على هذه الناحية الطريفة في شخصيتها الأدبية.
Bilinmeyen sayfa