مسألة الخير والشر والحلال والحرام.
والقصيدة التالية تنتهي بالقارئ في كل مسألة من هذه المسائل إلى رأي نوجزه هنا ولا نعرض لأسبابه وبراهينه؛ لأنها مما يضيق عنه المقام.
فأما في مسألة الإله، فخلاصة القول أن الإله الموجود في كل مكان كفيل أن يصل إليك إذا أنت لم تصل إليه، وأن يعرف حقيقتك إذا عجزت أنت عن عرفان حقيقته، وفي هذا عزاء لمن رام العزاء.
وأما في مسألة الحياة بعد الموت، فخلاصة القول أن خيال الإنسان لن يحيط وصف تلك الحياة، أو لن يصل في شأنها إلى وصف يستقر عليه، فهو لا يرضى أن تكون الحياة الأخرى كهذه الحياة الدنيا؛ لأنه يطمح أبدا إلى كمال بعد نقص وغبطة بعد ألم، وهو لا يرضى أن تكون الحياة الأخرى مبدلة مستحيلة؛ لأنه متى تغير شعوره وتبدلت مداركه ومقاييس نظره أصبح مخلوقا آخر، وأصبح النعيم الذي يرجوه كأنما هو نعيم مكتوب لإنسان سواه ... فهو يحب أن يغير حياته ولا يحب أن يغيرها في وقت واحد! ... والخروج من هذه الحيرة لن يكون إلا على حالة فوق ما يعقل وفوق ما يتخيل.
وأما مسألة السعادة، فالرأي في القصيدة أن ترك الدنيا كما يتركها عباد الهند خطأ، وأن التهالك عليها كما يتهالك عباد الحضارة خطأ كذاك، وأيا كان الحرمان الذي يمنى به الإنسان فيشقيه، ففي الدنيا ولا ريب نعم جزيلة لم يحرمها قط إنسان يحبها ويشتاقها، وتلك هي محاسن الطبيعة والإعجاب بالجمال حيث كان.
وأما مسألة الخير والشر والحلال والحرام، فالرأي في القصيدة أنه لا حرام في الجمال ولا حلال في القبح، فالفعل القبيح هو الفعل الحرام، ومن تجنب أن يشوه جميلا أو ينقص كاملا فهو في حل من أن يصنع ما يشاء:
الغرام الملك، والملك الضياع
هات لي الحسن الذي ليس يضيع
ليلة قمراء، أو سحر سماع
أو قصيدا راق، أو زهر ربيع
Bilinmeyen sayfa