Ömrün Vahaları: Otobiyografi: Birinci Kısım
واحات العمر: سيرة ذاتية: الجزء الأول
Türler
للغات والاقتصاد، وهو يعمل بعض الوقت أيضا، وسيدة مصرية اسمها إفادات كيبرون (Capron)
متزوجة من رجل إنجليزي، وهي مؤقتة أيضا، وسيدة مصرية من أصل لبناني اسمها ماري روك (متزوجة من إنجليزي
Rook ) تتولى النسخ على الآلة الكاتبة. أما العمل فهو ترجمة خطابات المستمعين التي ترد إلى القسم العربي بالإذاعة وتتضمن تعليقات على البرامج الإذاعية، وتصنيفها؛ فبعض المستمعين يطلبون الاشتراك في مجلة هنا لندن العربية، وبعضهم يرسل مساهمات في برنامج ندوة للمستمعين، وهذه خطابات لا تترجم بل تحول إلى الأقسام المختصة، ولكن بعض الخطابات تتضمن نقدا (مدحا أو قدحا) وهذه هي التي يهتم المسئولون بترجمتها لمعرفة ما يدور في القسم العربي وإصدار التعليمات اللازمة بشأنها!
وبدأت العمل فورا، وكنت أجهز الخطابات التي تفتحها السكرتيرات، ثم أمر عليها بعيني سريعا لأرى نوع الخطاب وأصنفه ثم ألخص محتواه بالإنجليزية. واستغرقت في اليوم الأول فترة طويلة في ذلك العمل إذ كنت أكتب النص المترجم بخط يدي، وأضع رموزا على الخطابات الواردة إلى الأقسام المختلفة، ثم أبعث بالنصوص المترجمة إلى غرفة السكرتارية، ثم شاهدت الدكتور عزت وهو يعمل، كان يملي على السكرتيرة مضمون الخطاب بالإنجليزية وهي تكتبه بالاختزال
short-hand
ثم تأخذ دفترها وتنسخ ما فيه على الآلة الكاتبة. وكانت إفادات تكتب بخط يدها، وهي دائمة السؤال، مترددة، تخشى أن تخطئ فتفقد عملها، وكان البحث قد بدأ عن موظف دائم يغني الإذاعة عن المؤقتين.
ولم يمض الأسبوع الأول إلا وقد أحكمت الصنعة، فأصبحت أملي السكرتيرة مضمون الخطابات بلغة تعمدت أن تكون عامية أو أقرب إلى العامية حتى أتدرب على استخدام ذلك المستوى من اللغة الذي حرمت منه في الجامعة، واخترت الحضور ثلاث مرات أسبوعيا (نصف يوم) فكنت آتي في التاسعة والنصف وأمكث إلى الثانية عشرة موعد الغداء؛ حيث ينطلق الجميع إلى مطعم الإذاعة في مبنى
Bush House ، أما أنا فأنطلق إلى الكلية لأستمتع بالطبيعة ثم أعكف على الدراسة في المكتبة حتى السابعة.
وكانت الإذاعة ترسل لي النقود في ظرف مختوم على عنوان مسكني، وكانت نقدا
cash ، فكانت تسرني خيرا من الشيكات، ولم يكن يخصم منها بنس واحد، بخلاف النظام المصري المعروف ، وكنت أسارع بوضعها في البنك، مع حشد التجار الذين كانوا يأتون بحصيلة الأسبوع إلى البنك يوم الجمعة. وكنت أحتفل بقدوم المال كل أسبوع فأشتري ما لذ وطاب من الأطعمة، وأحيانا ما كنت أذهب إلى المطبخ المشترك في بيت الطلاب فأقوم بالطهي أو إعداد الطعام بنفسي. وكان متوسط ما يصلني أسبوعيا يتراوح بين عشرة جنيهات ونصف وبين اثني عشر جنيها إذا اقتضى العمل قضاء يوم كامل، وكنت في ذلك اليوم أتناول الغداء في مطعم الإذاعة وأحادث الإخوان العرب، وكثيرا ما كنا نجتمع حول موائد يشارك فيها الإنجليز، فتعرفت على زاهر بشاي المصري الذي كان يعد رسالة للدكتوراه، طال عمله فيها فأمعن في الطول (ولم يحصل عليها إلا حين أبلغته الإذاعة بإلغاء عقده، فحصل عليها لكنه لم يفصل!)، والدكتور محمود حسين الذي كان متزوجا من أجنبية، أظن أنها كانت سويدية وله منها ثلاثة أولاد، وكان ضخم الجثة رقيق الصوت، عرف عنه انشغاله بالنساء ومطاردته لهن، وتعرفت على أكرم صالح - الفلسطيني المتخصص في البرامج الرياضية - وكان إذا حاول مصادقة فتاة فصدته وصفها بأنها صهيونية، وكنت أرى الكثيرين من الطلاب الذين يترددون على المطعم لتناول الغداء والصحبة فحسب.
Bilinmeyen sayfa