Ömrün Vahaları: Otobiyografi: Birinci Kısım
واحات العمر: سيرة ذاتية: الجزء الأول
Türler
كان إدجار صعيديا قحا، يتحلى بالشهامة والمروءة، وكان يعرف من يعاني من ضائقة مالية فيرسل إليه نصوصا يترجمها ولا يبخل عليه بالمال، بل كان يعطيه أجرا أكبر من القدر المرصود للترجمة، متظاهرا بأنه يحاسبه ب «المليم» حتى لا يشعر المصري بأنه يتلقى مساعدة من أي نوع. وكان من أهم المتعاملين مع المكتب عبد اللطيف الجمال، الذي كان قد حصل على درجة الماجستير من جامعة القاهرة، وانتهى من دبلوم الدراسات العليا بجامعة ليدز
Leeds
وسجل موضوع الدكتوراه عن النظرية النقدية عند أ. أ. ريتشاردز
I. A. Richards
وكان قارئا نهما، ولم يتخلص من عاداته الريفية (فهو من إحدى قرى المنوفية) فهو يميل إلى الصراحة والصدق، وهما من الفضائل التي يحتفل بها الإنجليز كما سبق أن قلت، ولم يكن في تلك الأيام يفكر إلا في تعلم الألمانية، وبعد أن قضينا يوما من أيام السبت مع عبد الرشيد الصادق المحمودي الذي كان يدرس الفلسفة، عرفني بإدجار فرج، ثم لم يلبث الجمال أن رحل إلى ألمانيا.
كان شتاء ذلك العام غير قارس البرد، وكنا نقضي معظم أوقاتنا في المكتبة التي تتميز بدفئها المعقول، وكانت حياتي في الكلية منتظمة إلى حد لا يمكن تكراره في أي مكان آخر، وكانت حاجاتي محدودة فكل ما أريده من كتب موجود، وكنت قد أقلعت عن التدخين واشتريت لنفسي غليونا ألهو به في أوقات الفراغ في المنزل، ولكن الحاجة إلى المال كانت ما فتئت تعاودني، وكانت عيناني تتطلعان إلى الكتب الجديدة فلا أستطيع شراءها، وإلى الملابس الفاخرة دون أن أشعر بالحاجة إليها، ولكنني كنت قد بدأت عادة لم أتخل عنها طول عمري وهي الذهاب إلى المسرح، ولما كانت تذاكر المسرح غالية نسبيا فإنني كنت ألجأ إلى الحجز مقدما لشهور طويلة، وقد ساعدني المخرج أحمد زكي الذي كان يدرس الإخراج المسرحي في لندن في الالتحاق بجمعية المسرح الإنجليزي مقابل اشتراك سنوي زهيد، مما أتاح لي حضور بروفات (تجارب) المسرحيات الجديدة في مسرح رويال كورت
Royal Court ، وفي منطقة تشلسي
Chelsea
الفاخرة، ومشاهدة العروض أيضا مجانا، كما أرشدتني هدى حبيشة، أستاذتي القديمة في جامعة القاهرة، والتي كانت تعد الدكتوراه في الشعر الميتافيزيقي الإنجليزي، إلى طريقة أستطيع بها أن أحجز تذاكر لموسم مسرحي كامل في مسرح أولديتش
Aldwych
Bilinmeyen sayfa