Mustafa'nın Halleri ile Wefa
الوفا بأحوال المصطفى
Araştırmacı
مصطفى عبد القادر عطا
Yayıncı
دار الكتب العلمية
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
1408هـ-1988م
Yayın Yeri
بيروت / لبنان
عن ابن الكلبي قال : لما ملك سيف بن ذي يزن أرض اليمن وقتل الحبش وأبادهم وفدت إليه أشراف العرب ورؤساؤهم ليهنئوه بما ساق الله من الظفر . | ووفد وفد قريش ، وكانوا خمسة من عظمائهم : عبد المطلب بن هاشم ، وأمية بن عبد شمس ، وعبدالله بن جدعان ، وخويلد بن أسيد ، ووهب بن عبد مناف بن زهرة . | فساروا حتى وافوا مدينة صنعاء ، وسيف بن ذي يزن نازل بقصر يقال له غمدان ، وكان أحد القصور التي بنتها الشياطين لبلقيس بأمر سليمان ، فأناخ عبد المطلب وأصحابه واستأذنوا على سيف فأذن لهم . | فدخلوا وهو جالس على سرير من ذهب ، وحوله أشراف اليمن على كراسي من الذهب ، وهو متضمخ بالعنبر وبصيص المسك يلوح من مفرقه ، فحيوه بتحية الملك ، ووضعت لهم كراسي الذهب فجلسوا عليها إلا عبد المطلب فإنه قام ماثلا بين يديه واستأذنه في الكلام . | فقيل له : إن كنت ممن تتكلم بين يدي الملوك فتكلم . | فقال : أيها الملك إن الله قد أحلك محلا رفيعا شامخا منيعا ، وأنبتك منبتا طابت أرومته وعزت جرثومته ، وثبت أصله وبسق فرعه ، في أطيب مغرس وأعذب منبت ، فأنت أيها الملك ربيع العرب الذي إليه ملاذها ، ووردها الذي إليه معادها ، سلفك خير سلف ، وأنت لنا منهم خير خلف ، ولن يهلك الله من أنت خلفه ، ولن يخمل من أنت سلفه . | نحن أيها الملك أهل حرم الله وسدنة بيت الله ، أوفدنا إليك الذي أبهجنا من كشف الضر الذي فدحنا ، فنحن وفد التهنئة لا وفد الترزئة . | فقال سيف : أنتم قريش الأباطح ؟ | قالوا : نعم . | قال : مرحبا وأهلا وناقة ورحلا ومناخا سهلا ، وملكا سمحلا يعطي عطاء جزلا ، قد سمع الملك مقالتكم وعرف فضلكم ، فأنتم أهل الشرف والحمد والثناء والمجد ، فلكم الكرامة ما أقمتم والحباء الواسع إذا انصرفتم . | ثم قال لعبد المطلب : أيهم أنت ؟ | قال : أنا عبد المطلب بن هاشم . | قال : إياك أردت ولك حشدت ، فأنت ربيع الأنام وسيد الأقوام ، انطلقوا وانزلوا حتى أدعو بكم . | ثم أمر بإنزالهم وإكرامهم . | فأقاموا شهرا لا يدعوهم ، حتى انتبه ذات يوم فأرسل إلى عبد المطلب : ايتني وحدك من بين أصحابك . | فأتاه فوجده مستخليا لا أحد عنده ، فقربه حتى أجلسه معه على سريره ، ثم قال : يا عبد المطلب إني أريد أن ألقي إليك من علمي سرا لو غيرك يكون لم أبح به إليه ، غير أني رأيتك معدنه ، فليكن عندك مصونا حتى يأذن الله فيه بأمره ، فإن الله منجز وعده وبالغ أمره . | قال عبد المطلب : أرشدك الله أيها الملك . | قال سيف : إني أجد في الكتب الصادقة والعلوم السابقة التي اختزناها لأنفسنا ، وسترناها عن غيرنا خبرا عظيما وخطرا جسيما فيه شرف الحياة وفخر الممات ، للعرب عامة ، ولرهطك كافة ، ولك خاصة . | فقال عبد المطلب : أيها الملك لقد أبت بخير ما آب به وافد ، ولولا هيبة الملك وإعظامه لسألته أن يزيدني من سروره إياي سرورا . | فقال سيف : نبي يبعث من عقبك ، ورسول من قرنك ، اسمه أحمد ومحمد وهذا زمانه الذي يولد فيه أو لعله قد ولد ، يموت أبوه وأمه ، ويكفله جده وعمه ( قد ولدناه مرارا ) والله باعثه جهارا ، وجاعل له منا أنصارا ، يعز بهم أولياءه ويذل بهم أعداءه ، تخمد عند مولده النيران ، ويعبد الواحد المنان ويزجر الكفر والطغيان ، ويكسر اللات والأوثان ، قوله فصل وحكمه عدل ، يأمر بالمعروف ويفعله ، وينهى عن المنكر ويبطله . | قال عبد المطلب : علا كعبك ودام فضلك وطال عمرك ، فهل الملك ساري بإفصاح وتفسير وإيضاح ؟ | قال سيف : والبيت ذي الحجب ، والآيات والكتب ، إنك يا عبد المطلب لجده غير كذب . | فخر عبد المطلب ساجدا . | قال سيف : ارفع رأسك ، ثلج صدرك وطال عمرك ، وعلا أمرك ، فهل أحسست بشيء مما ذكرت لك ؟ | قال عبد المطلب : نعم أيها الملك ، كان لي ابن كنت به معجبا ، فزوجته كريمة من كرائم قومي يقال لها آمنة بنت وهب ، فجاءت بغلام سميته محمدا وأحمد ، مات أبوه وأمه ، وكفلته أنا وعمه .
Sayfa 121