Mustafa'nın Halleri ile Wefa
الوفا بأحوال المصطفى
Araştırmacı
مصطفى عبد القادر عطا
Yayıncı
دار الكتب العلمية
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
1408هـ-1988م
Yayın Yeri
بيروت / لبنان
عن محمد بن جبير بن مطعم قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موت أبي طالب إلى الطائف ومعه زيد بن حارثة ، وذلك في ليال ( بقين ) من شوال سنة عشر . | قال محمد بن عمر ، بغير هذا الإسناد : فأقام بالطائف عشرة أيام . وقال غيره : شهرا . لا يدع أحدا من أشرافهم إلا جاءه وكلمه . | فلم يجيبوه وخافوا على أحداثهم ، فقالوا : يا محمد ، اخرج من بلدنا والحق بمحابك من الأرض . | وأغروا به سفهاءهم فجعلوا يرجمونه بالحجارة ، حتى إن رجليه لتدميان ، وزيد بن حارثة يقيه بنفسه ، حتى لقد شج في رأسه شجاجا . | فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة وهو محزون . | فلما نزل نخلة قام يصلي من الليل ، فانصرف إليه سبعة نفر من الجن أهل نصيبين فاستمعوا ، فأقام بنخلة أياما ثم أراد الدخول . | فقال له زيد : وكيف تدخل عليهم وهم قد أخرجوك . فأخرج رجلا من خزاعة إلى مطعم ابن عدي : أدخل في جوارك ؟ | قال : نعم . | وقال محمد بن كعب القرظي : لما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف عمد إلى نفر من ثقيف ، هم سادة ثقيف وأشرافهم يومئذ ، وهم إخوة ثلاثة عبد ياليل ، ومسعود ، وحبيب ، أولاد عمرو بن عمير ، فجلس إليهم فدعاهم إلى الله تعالى وكلمهم بما جاء له من نصرته على الإسلام والقيام معه على من خالفه من قومه . | فقال أحدهم : هو يمرط ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك . | وقال الآخر : أما وجد الله رسولا يرسله غيرك | وقال الثالث : والله لا أكلمك أبدا ، إن كنت رسولا كما تقول لأنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلام ، وإن كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك . | فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندهم وقد يئس من خير ثقيف ، وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ويصيحون به ، حتى اجتمعت عليه الناس ، وألجؤوه إلى حائط لعتبة بن ربيعة ( وشيبة بن ربيعة ) وهما فيه ، ورجع عنه من سفهاء ثقيف من كان يتبعه . | فعمد إلى حبلة من عنب فجلس في ظلها ، وابنا ربيعة ينظران إليه ، ويريان ما لقي من سفهاء ثقيف ، | فلما اطمأن قال ، فيما ذكر لي : ( اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ) . | يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربي ، إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني أو إلى عدو ملكته أمري ، وإن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ، ولكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، لا حول ولا قوة إلا بك ) . | فلما رأى ابنا ربيعة عتبة وشيبة ما لقي ، دعوا غلاما لهما نصرانيا يقال له عداس فقالا له : خذ قطفا من هذا العنب فضعه في ذلك الطبق ، ثم اذهب به إلى ذلك الرجل فقل له يأكل منه . | ففعل ثم أقبل به حتى وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده قال : ( بسم الله ) . ثم أكل . | فنظر عداس إلى وجهه ، ثم قال : والله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلد . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ومن أي البلاد أنت وما دينك ؟ ) . | قال : أنا نصراني ، وأنا رجل من أهل نينوى . | فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرية الرجل الصالح يونس بن متى ؟ ) . | قال له : وما يدريك ما يونس بن متى ؟ | قال : ( ذاك أخي كان نبيا وأنا نبي ) . | فأكب عداس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل رأسه ويديه ورجليه . | قال : يقول ابنا ربيعة أحدهما لصاحبه : أما غلامك فقد أفسده عليك . | فلما جاءهما عداس قالا له : ويلك يا عداس ، ما لك تقبل رأس هذا الرجل ويديه وقدميه ؟ | قال : يا سيدي ، ما في الأرض خير من هذا الرجل لقد أخبرني بأمر لا يعلمه إلا نبي .
Sayfa 216