وقال الشاعر العربي:
ومهما تكن عند امرئ من خليقة
وإن خالها تخفى على الناس تعلم
أيها السادة:
لقد استفاد الناس من أخلاق النبي، وأعماله أضعاف ما استفادوا من أقواله ومواعيظه.
كذلك كان الصحابة والخلفاء الراشدون أمثلة عملية للأخلاق الفاضلة؛ فاستفاد الناس من أفعالهم أضعاف ما استفادوه من أقوالهم.
ألا ترون مثلا إلى عمر بن الخطاب يجلد ولده - عقابا له - ولا يتهاون في إقامة الحد عليه؟
ثم ألا ترون إليه وهو يعنف ابن العاص بقولته الحكيمة المأثورة: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟»
ألا ترون إليه تخطئه امرأة؛ فتحجه فيعترف لها بالغلبة ويذعن للحق إذعانا ويقول قولته المشهورة: «أخطأ عمر وأصابت امرأة.»
وليس هذا إلا مثلا من أمثلة عدة يعيينا أن نتقصاها.
Bilinmeyen sayfa