ولست أدري كيف يأمرنا الواعظ بالصدق ويكذب، وكيف يأمرنا بترك الحلف ويحلف، كذلك الذي يقول: «والله ما حلفت صادقا ولا كاذبا.»
أو كذلك الذي أراد أن لا يبوح بحب معشوقته فباح بها في قوله:
لا لا أبوح بحب بثنة إنها
أخذت علي مواثقا وعهودا
وكيف يأمرنا الواعظ بحسن المعاملة وهو نفسه أسوأ مثل للمعاملة؟ وكيف تمتلئ قلوبنا خشية من واعظ منافق يأمر بما لا يأتمر به ويقرر ما لا يفعل؟! وكيف نخلد بثقتنا إلى رجل:
طلب الخسائس وارتقى في منبر
يصف الحساب لأمة ليهولها
ويكون غير مصدق بقيامة
أضحى يمثل في النفوس ذهولها
نعم، كيف نصغي إلى واعظ وصفه أبو العلاء وأبدع في وصفه فقال:
Bilinmeyen sayfa